سقف بيتي حديد، مطلع شعري من قصيدة كنا نرددها ونحن صغار عندما يشتد برد كانون وتهب العواصف الثلجية، فلم يكن يعنينا انقطاع التيار الكهربائي ولا الخوف من البرد، لأن البيوت حينها كان ينطبق عليها قول الشاعر، بما يخزنه الأهل من مازوت أو حطب التدفئة ومن مؤن تكفي الأسر حتى لو انقطعت الطرقات أياماً متتالية.
اليوم لا يستطيع الأولاد ترديد الأشعار ولا غيرها مما يعبر عن استقبالهم لبرد الشتاء دون خوف منه، فشعور الأمان من البرد مفقود عند الأهل فكيف الحال عند الأبناء.
لم تحصل أغلب الأسر في مختلف المناطق على حصتها من مازوت التدفئة القليلة أصلاً، وتكلفة الحطب عالية أيضاً ومدافىء الحطب مرتفعة السعر، فما الذي تفعله الأسرة لتكسر البرد عن أبنائها ولو قليلاً؟ لجأ البعض لروث الحيوانات، وآخرون لبقايا معاصر الزيتون، ونشارة الخشب إن توافرت وجميعها وسائل غير آمنة صحياً.
تزداد وطأة الشتاء على بيوتنا جميعاً، مع كل منخفض، فتظهر الأمراض الشتوية العادية، ويرتفع خطر الإصابة بكورونا، مع تراجع التغذية السليمة وانعدام الدفء، يحاول الأهل تجنب البرد والمرض، لكن يبدون كمن يدير الإفلاس من شدة البرد وقلة الموارد.
لو كان هناك مطلع شعري يقول أين المفر وما العمل، لردده الآباء مع هذا المنخفض، هناك جمعيات، وبعض المغتربين، وزعوا سللاً غذائية وملابس وأغطية على بعض الأسر الأكثر تضرراً، لن نسأل ما الذي فعلته المؤسسات المعنية؟ فلا أفعال يمكننا اعتمادها جواباً.
اليوم تنتظر الأسرة آباءً وأبناءً أن يمرّ هذا المنخفض، وأن ترحمهم الطبيعة بشمس دافئة، ربما ينشدون لها: بيوتنا لا تحتمل إلا دفء إشراقك.
عين المجتمع – لينا ديوب