لعل إحدى مشاكل رياضتنا وخاصة كرة القدم، غياب الثقافة الرياضية لدى كل أطراف اللعبة، الثقافة التي أساسها المنافسة الشريفة والتسليم بأن الرياضة فوز وخسارة، وأن أي مباراة هي عبارة عن منافسة يجب أن تكون شريفة تبدأ وتنتهي بكل ود ومحبة بين المتنافسين.
هذه الثقافة التي نتحدث عنها مفقودة عموماً، لنرى في كل المباريات اعتراضات وشحن، والملفت أن الاعتراض يكون على أي قرار حتى رمية التماس التي يراها كل لاعب أو كل فريق أنها من حقه، والاعتراض لايقف عند اللاعبين بل نراه من إداري أو مدرب أو جمهور على المدرجات، فأي رياضة هذه التي لا يُقبل فيها أي قرار؟.
وهذه المشكلة التي يمكن أن نسميها مرضاً ترجع إلى أسباب عديدة، وأول هذه الأسباب أن الأندية لا تقوم على أسس سليمة، إذ يجب أن يرافق العملية التدريبية عملية تربوية عندما يتعلق الأمر باللاعبين الصغار في الفئات العمرية، ومما يجب أن يتعلموه احترام المنافس واحترام قرارات الحكام وعدم الاعتراض بأي شكل من الأشكال، لأن هذا من سوء الخلق من جهة، ومن جهة أخرى وكما نرى في كل البطولات العالمية الاعتراض لا يفيد في شيء ولن يغير الحكم قراره مهما كان، بل على العكس الاعتراض يؤدي إلى التوتر وعدم التركيز وضياع الوقت، وهذا ليس في صالح الفريق.
لذلك نرى أنه من المهم إقامة دورات تأهيل وثقافة لكل أطراف اللعبة، وهذه الدورات تقام باستمرار وفي كل عام ومع بداية كل موسم، ومن المهم ألا تكون هذه الدورات تقليدية مملة، بل يجب فيها اتباع السبل التي تؤدي إلى ترك أثر إيجابي عند الحضور. كما يجب التشدد في العقوبة على المعترضين، والبداية من إدارات الأندية التي يجب أن تحذر إدارييها ومدربيها ولاعبيها من الاعتراض تحت طائلة الغرامات، وهذا يمكن أن يكتب شرطاً من شروط العقود التي تبرمها الأندية مع هؤلاء، وإذا ما كان ذلك نعتقد أننا سنعالج جزءاً كبيراً من هذه المشكلة القديمة.
ما بين السطور – هشام اللحام