في حفل تأبينه .. الدكتور عبد الإله نبهان..مسيرة عامرة بدقائق العربية

الثورة أون لاين- فاتن أحمد دعبول:
” إن خسارتنا كبيرة برحيله، وقد كان عمادا موثوقا يلجأ إليه للوصول إلى المستوى الأعلى من الحكم النزيه في تحديد قيمة أي بحث جدي .. فقد كان من حراس اللغة العربية القائمين على ضرورة الحؤول دون أن يطالها التدني حين يدخل التساهل إلى قرارات مجامع اللغة العربية ..”
وصف عبر به د. مروان محاسني رئيس مجمع اللغة العربية عن أهمية الأديب الراحل عبد الإله نبهان في حفل التأبين الذي أقيم في مجمع اللغة العربية، وأضاف:
كان أستاذا متميزا للغة العربية في جامعة البعث وجامعة الإمارات العربية، إضافة لمتابعته للبحوث، فقد ترك آثارا علمية تضمنتها مؤلفات بارزة من مثل كتابه” ابن يعيش النحوي، وكتابه عن اللغة والنحو والبلاغة عام 1995، إلى جانب إنتاجه الواسع في مجالات التحقيق لآثار تراثية هامة كإعراب الحديث النبوي للعكبري، وتحقيق مجموعة المختار من معجم البلدان لياقوت الحموي، وسفر يتعلق بسورية ولبنان والعراق.
كما خصص للشهيد عبد الحميد أحد شهداء 6 أيار كتابين يبرزان القيمة الثقافية التي فقدتها سورية باستشهاده، وكان له العديد من المقالات المنشورة في المجلات الأدبية، إلى جانب مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق، ولكن من أهم أعماله كتابه عن الفهارس الشاملة لكتاب الأشباه والنظائر في النحو للسيوطي.
موسوعة علمية بامتياز
وفي كلمة جامعة البعث بين د.طلال خليل عميد كلية الآداب أن أهم السمات التي امتاز بها د.نبهان علمه الواسع في علوم اللغة العربية” نحوها وصرفها وبأعلام اللغة ومؤلفاتها” إنه موسوعة علمية بامتياز.
ومن سماته التواضع، كان يلتزم بمحاضراته وواجباته ماميزه عن باقي المدرسين في الكلية، إضافة إلى ذلك الحب الذي يكنه له زملاؤه وطلابه، لرحابة صدره واتزانه في المناقشات العلمية وملاحظاته الدقيقة.
وهو بعد ذلك يتميز بصدقه وابتعاده عن المجاملة التي تكون على حساب العلم، كان ذا رأي صحيح نابع من قناعة دون زيف، ويتمتع بحس فكاهي راق، وقبل ذلك كله كان بحق أهم أعلام اللغة في جامعة البعث، نهل من طيب علمه الكثيرون، وفقده ثلة لايسدها شيء.
مكتبة متنقلة
وبدوره رثاه د. عصام الكوسا رئيس قسم اللغة العربية بجامعة البعث بالقول: كان صديقا قل نظيره، خطفه الموت في أوج عطائه العلمي، صديقا وفيا وعالما عتيقا، امتطى صهوة الحرف منذ نعومة أظفاره، فطاعت له لغة الشموس، تأبى أن تسلم زمامها إلا لفارس أصيل.
عرف بحبه الخير للجميع وعشقه لغة الضاد وغيرته التي لاحدود لها على اللغة المقدسة، ولم يتوان في تقديم المشورة والتعاون حتى أنه شاركني في تأليف كتابي النحو والصرف للسنة الأولى، وكان مكتبة متنقلة تضم في خزائنها عددا كبيرا من كتب اللغة، وعالما بتفاصيل كل كتاب وعدد طبعاته.
قامة علمية
وفي كلمة طلاب الفقيد بينت د. خديجة الدالاتي أن أحسن تأبين للفقيد هو استخلاص العبر من سيرته وانتهاج سلوكه واقتفاء خطاه، وأحسن شهادة في حقه هي العمل من بعده بجد وإخلاص والتحلي بصفاته الحميدة، فقد كان مثال العمل الدؤوب والإصرار والمثابرة، وقد عرفناه معلما هادئا متسامحا حمل الأمانة بإخلاص، ومن منجزاته مع رعيله استحداث كلية الآداب في جامعة البعث في حمص، وتدريس موادها وبناء مكتبتها العامرة، فكانت بعض غرسهم الطيب خرجت كبار الأدباء والمدرسين الذين سيتابعون مسيرة العطاء.
شغف المعرفة
ومن كلمة ابنة الراحل نور عبد الإله نبهان من مصر التي ارتحل إليها د.نبهان طلبا للعلم والمعرفة التي كرس لهما حياته، بقدر ماكرسها للمحبة والخير، والنبل والقيم السامية التي كان يحتكم إليها في مسيرته العلمية والإنسانية الثرية نقتطف: “واستطاع الوالد أن يترك المزيد من الاحترام والمحبة لدى كل من عرفه، بإنسانيته الفريدة ماجعلته قريبا من قلوب الناس”.
لم تكن مصادفة دراسته للغة العربية بكل ماتحمله من أصالة وعراقة واعتزاز للذات وانتماء للجذور، بل كانت اختيارا واعيا بملء إرادته، فكرس حياته لإعلاء رسالة آمن بجلالها، وكان واحدا ممن تركوا بصمات لاتنسى، ليس في علمه الغزير وحسب بل لتلك الروح التي كان يؤدي بها رسالته.
فقد آمن بالتراث وانفتح على المدارس والاتجاهات الحديثة في اللغة وإنتاج رؤية تجمع في توازن دقيق بين هذا وذاك.
ومن صفاته أنه كان حاضر البديهة، كثير الثناء على أساتذته الذين تتلمذ على يديهم، حريصا على إحياء سنتهم، وفتح لتلامذته صدره قبل بيته، كما كان لنا الأب الصديق والأستاذ والمدرسة الكبرى التي تحضن وتربي، والمثل الأعلى في المحبة والوفاء.

آخر الأخبار
" The Washigton Post ": في تحول كبير لسياسته.. الاتحاد الأوروبي يعتزم تخفيف العقوبات على سوريا الخروج على الدولة خط أحمر القائد الشرع والسيد الشيباني يلتقيان وفد المفوضية السامية لشؤون اللاجئين مسؤولون أميركيون: واشنطن تتبادل المعلومات مع دمشق حول تنظيم "داعش" مستقبل الاقتصاد التنافسي في ملتقى اقتصادي هام استمرار حملات النظافة بالتعاون ما بين فريق "أثر التطوعي" وبلدية صحنايا العثور على جثة رجل في سقيفة شقة مهجورة بتجمع جديدة الفضل خبير مصرفي لـ"الثورة": طباعة العملة تحكمها كيفية إدارة النقد الجديد معتقلون من درعا أعدمهم النظام البائد بعد إزالة صور المفقودين في ساحة المرجة.. لوحات مخصصة لصور المختفين قسراً ألغام ميليشيا الأسد في كفرنبل تعرقل عودة الأهالي إلى أراضيهم الفرقة الرابعة.. دور إجرامي في درعا وتعفيش لبيوت المواطنين وسرقة ممتلكاتهم أعمال خدمية لفريق "النهضة التطوعي" في مدينة الحارّة وزير الموارد المائية لـ "CNBC": نعمل على تقييم الحالة الفنية لأكثر من 164 سداً أصوات من خلف الخيام.. معاناة النازحين في مواجهة برد القلوب والجبال عطل كهربائي يوقف ضخ مياه الشرب عن مدينة درعا بقيمة 12 مليون دولار.. الزراعة: تصويب مشاريع قائمة للسنوات الأربعة القادمة مع "الآغا خان" جامعة دمشق لأول مرة ضمن تصنيف التايمز البريطاني للتخصصات الدفاع التركية: مهمتنا في سوريا مستمرة الدكتور الشرع يطلع على احتياجات الكوادر الطبية والمرضى بمستشفى دمشق