هل يصلح بايدن ما أفسد ترامب؟

الثورة أون لاين – ترجمة ليندا سكوتي:

شهدت السنوات الأربع الأخيرة انحساراً للهيمنة الأميركية، بيد أنه بات من المتعذر على الرئيس الخامس والأربعين التراجع عما تسبب به، لذلك سيتولى جو بايدن معالجة الفوضى التي خلفها.
ثمة ثلة مؤيدة لترامب من الأميركيين لديهم قناعة بضرورة استمرار بقائه في البيت الأبيض بغض النظر عن افتقارهم لأي أدلة، وتوقع بعض المعلقين بأن “الترامبية” ستصمد أكثر من ترامب، بدليل تصويت 74 مليون شخص له، معظمهم من الجمهوريين الذين يؤمنون بادعاءاته الفارغة بشأن فوزه في الانتخابات الأخيرة.
على المقلب الآخر، يأمل كثيرون بأن يكون ترامب مجرد نزوة شهدها التاريخ الأميركي، وأنه ليس إلا حدثاً سياسياً مؤلماً من المرجح عدم تكراره.
لقد رافقني شعور على مدى أربع سنوات بأن مناوئي ترامب قد أساؤوا تفهم نقاط قوته وضعفه، وفي الحين الذي ينتاب به ترامب هوس في الترويج لنفسه- مثله مثل جميع السياسيين- فإني أرى به شخصاً يتمتع بقدرات استثنائية عندما يتعلق الأمر بالسيطرة على وسائل الإعلام عبر استخدام موقع تويتر بمهارة وتسخير شبكات تلفزيونية موالية مثل فوكس نيوز، ناهيكم عن الاستمرار بذلك لسنوات عديدة، إذ كان ينشر تغريدات موجهة بدقة تتصدر عناوين الأخبار في الصحف ونشرات الأنباء، واللافت في الأمر، أن أكاذيبه الفاحشة وفضائحه الشخصية لم تلحق به سوى ضرر محدود مستقطبة أعداداً كبيرة من المتابعات، وسيكون من الصعوبة بمكان – وربما من المستحيل- بالنسبة للقادة الجمهوريين المناورة للحصول على التأييد الذي حظي به ترامب.
وفي هذا السياق، ينتاب كثيرون التحسب خشية ألا يتخلى ترامب نهائياً عن الرئاسة في السنوات الأربع المقبلة، مترقباً العودة إلى السلطة، ومع ذلك، فإن طموحه بات أقرب إلى الاستحالة فعند خروجه من البيت الأبيض يتجرد من سحر السلطة التي تجذب أنصاره، ويصبح معزولاً بدرجة أكبر دون منصة تويتر والوصول الآني لشبكة فوكس نيوز اللتين يعبر من خلالهما عن آرائه وأفكاره.
ومما له أهمية أيضاً أنه لم يعد شخصاً مسلياً، الأمر الذي ضمن له حضوراً دائماً حتى على المحطات التلفزيونية التي تكن له العداء، ما ساهم في تمكنه من السيطرة على الأجندة الإخبارية في الولايات المتحدة وسائر أرجاء العالم، غير أنه منذ خسارته في الانتخابات، تراجعت نسب متابعته نتيجة ما أصابه من توتر عند تحدثه عن التلاعب بالانتخابات.
تتمثل مشكلة “الترامبية” بتعذر استمرارها دون ترامب نفسه الذي بدا على مدى سنوات طويلة كنجم في تلفزيون الواقع يتمتع بأسلوب خاص في حقبة تعج بالمعلومات، ولا سيما أن “الترامبية “لا تعد إيديولوجية تماثل الفاشية الأوروبية التي ظهرت في العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي في أوروبا، إلا أنها جماعة مفككة مفعمة بالمخاوف والكراهية والأحلام، ما يجعل “الترامبية” تحتاج إلى قائد أكثر من معظم الحركات المشابهة.
والسؤال الذي نطرحه في هذا المقام: هل ستتوفر القدرة لدى بايدن لإصلاح الضرر الذي ألحقه ترامب بأميركا؟ إذ تبين بأنه من الصعب على شخص غريب الأطوار قيادة البلاد وتعزيز قدرة حكومتها في الداخل ونفوذها في الخارج، ولن تنسى ذاكرة العالم بأن أميركا قد أنجبت قائداً أخفق في معالجة جائحة كوفيد-19 التي حلت بالبلاد وأودت بحياة 400,000 أميركي.
الجدير بالذكر أن القوى العظمى كافة تعتمد على الخداع والافتراضات المبالغ فيها فيما يتعلق بتفوقها، لكن الأقنعة سقطت، وانكشف الضعف الأميركي الدائم وانقسامات هذا المجتمع من جراء ما بدا من تفشٍ للعرقية وإرث العبودية والحرب الأهلية، وبعد اقتحام مبنى الكابيتول في 6 كانون الثاني، فثمة توقعات أن ما حدث قد يتكرر مرة أخرى في المستقبل.
يدعي أحد اليمينيين الغوغائيين الذين حُكم عليهم بالسجن مدة طويلة أنهم تصرفوا بناء على تعليمات الرئيس ترامب التي تفهموها، ومن الصعوبة بمكان عليه التنصل منها.
ورغم خطابه المتطرف، فإن ترامب لم يعمد إلا إلى تعزيز البرنامج الجمهوري التقليدي المتعلق بخفض الضرائب والحد من الرقابة، أما بالنسبة لأتباعه الذين خلفهم فلم يشهدوا منه سوى الخطابات والوعود.
لا ريب بأن مشروع ترامب برمته مفعم بالخداع والتزوير، وفي يوم اقتحام الكابيتول اكتنفه شعور بالرضا عندما شاهد تنفيذاً لديماغوجيته العدوانية التي لم يكن يتوقع أن تؤخذ على محمل الجد وتفضي إلى تدميره.
المصدر The Independent

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة