بدأ الاتحاد العام لنقابات العمال في سورية بعقد مؤتمراته السنوية، حيث تقاطعت معظم مطالب العمال في هذه المؤتمرات بالمطالبة برفع الرواتب والأجور للعمال بما يتناسب مع الوضع المعيشي وارتفاع الأسعار الجنوني، وإعطاء الوجبة الغذائية الداعمة للعمال الذين حرموا منها لقصور في القوانين أو لاعتبارات مزاجية الإدارات، وزيادة نسبة «متممات الأجور» من الحوافز وطبيعة عمل وتعويض عائلي وغيرها من المطالب، وجميعها ضرورية لحياة هذا العامل وقدرته على الاستمرار في الإنتاج، باختصار معظم المداخلين بهذه المؤتمرات أكدوا أن الوضع المعيشي للعمال لا يطاق بسبب الأجور المتدنية وغير المتناسبة مع الأسعار الجنونية والأزمات المستمرة، من أزمة النقل إلى الخبز والمازوت والبنزين التي يمكن الحصول عليها وبكميات متاحة من السوق السوداء، ولكنها شحيحة وقليلة في مراكز توزيعها المفترضة.
في كل دول العالم مجرد أن تلوح نقابة ما مجرد تلويح عمال- فلاحين- معلمين باتخاذ إجراء ما للمطالبة بحقوق منتسبيها، تقوم الدنيا ولا تقعد، وتبدأ الاجتماعات مع ممثلي هذه النقابات للوصول إلى حل وسط منعاً للتصعيد، إلا عندنا فلا يمكنك التمييز بين ممثلي الاتحاد وممثلي الحكومة فلسانهم واحد.
تقول الحكومة إنه لا زيادة على رواتب الموظفين في الوقت الراهن للأسباب التالية فيوافقها ممثلو اتحاد العمال وممثلو النقابات التابعة له دون أن يعترضوا مجرد اعتراض بل على العكس هم أكثر تبريرا لها بعدم زيادة الرواتب.
العمال يطالبون في كل حين ومناسبة بتحسين أوضاعهم الحياتية، ولكن لم تسمع سامعاً، فمطالبهم في واد والجهات المعنية في واد آخر، والسبب في انحسار تأثير هذه النقابات هو تداخل مصالح الإداريين مع مصالح النقابيين، وهذا أدى إلى سيطرة الإداريين على النقابيين.
ويستغربون بعد ذلك من فقدان الناس الثقة بتلك النقابات والتي وجدت أساساً لخدمتهم فتحولت لخدمة مصالح أعضائها ومصالح الآخرين.
المؤتمرات الحالية للاتحادات والنقابات تطاب اليوم بالكثير، وعلى الجهات المعنية تلبية مطالبهم ومنحهم الامتيازات، فالخطابات لا تشبع جائعاً.
ولكي تكون المؤتمرات معبرة بشكل فعلي عن واقع الطبقة العاملة لا بد أن تخرج من إطارها المرسوم لها، والتي تكون فيه ضعيفة وروتينية ومتكررة في مطالبها، التي تعاد في كل مرة.
عين المجتمع- ياسر حمزة