لطالما أثارت قضية سوء أرضية ملاعبنا الكروية الجدل، مع استمرار تداعياتها، ودون أي حلول جذرية لتلك المشكلة.
مشهد يكرر نفسه في كل موسم، ويرخي بظلاله الثقيلة على جميع الأطراف، من لاعبين وحكام وأجهزة فنية إلى جماهير ومشاهدين، والعنوان الأبرز في كل جولة من جولات الدوري!!.
وعلى الرغم من التطور النسبي للمستوى الفني لمسابقة الدوري في الأعوام الأخيرة، لكن سوء أرضية ملاعبنا مازال يحول دون أن يرتفع الخط البياني للمستوى بالوتيرة المطلوبة، بما يتسبب به من إصابات اللاعبين، إضافة إلى القضاء على متعة كرة القدم، بعد أن أصبح بعضها بركاً لمياه الأمطار وتراكم الطين والأتربة في مشهد لا يسر الخاطر أبداً؟! مايعكس صورة البنية التحتية الهشة لملاعبنا؟! .
الشركات المتخصصة بالعناية بأرضية الملاعب الرياضية، ترى الحل الجذري في تغيير أرضية هذه الملاعب المعتمدة على نوع العشب (النجيل) والذي انقرض في أغلب ملاعب العالم؟!ولكن لا بد أيضاً من وضع برنامج من بداية الموسم حتى نهايته لكيفية التعامل مع الظروف المناخية المتقلبة وغزو الحشرات العشبية، وكل هذا ضمن خطة مدروسة، وطبعاً مع توافر إمكانيات قادرة على صناعة الفارق، مثل الآلات والأدوية والمبيدات وغيرها، بدايةً من عملية القص التي يجب أن تكون ممنهجة، إذ إن مستوى ارتفاع العشب خلال الموسم الكروي يتراوح بين 25 و30 ملم بحسب المعايير الدولية، مع استخدام معدات تقص بشكل متواز، وذلك للحفاظ على سوية عشب واحدة من دون الضغط على الأرضية، وأن تشهد أرضيات الملاعب نحو عشرين عملية قص سنوياً، وخصوصاً أن الشتاء يجعل عملية النمو سريعة جداً.
ومع نهاية كل موسم كروي يتم تغيير العشب بأكمله وجزه من جذوره من أجل الحصول على أرض بور جديدة، ثم تبدأ عملية فرش العشب الجديد، وهنا يجب الإشارة إلى أن هذه العملية هي الأهم لأي أرض ملعب، وذلك لأن نوعية التربة التي ستفرش تحت العشب الأخضر ستحدد إن كان الملعب سيتحول إلى مستنقع عند المطر أو يمتص المياه بشكل كامل.
أرضية ملاعبنا تحتاج إلى عناية دائمة فهي العنصر الأهم في المعادلة الكروية والقادر على تطوير أداء اللاعبين ورفع مستوى المنافسة، وهذا الأمر يقع على عاتق الاتحاد الرياضي واتحاد كرة القدم، من أجل وضع الخطط والبرامج قبل بداية الموسم وخلاله وبعد نهايته.
مابين السطور -سومر حنيش