الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
لا تتوانى سلطات الاحتلال الصهيوني عن الاستمرار في إرهابها الممنهج القائم على الاقتحامات والاعتقالات وهدم المنازل وتشريد الفلسطينيين، والمساس بالمقدسات الدينية، مروراً بسياسة التوسع الاستيطاني التي تهدف إلى سرقة المزيد من الأراضي والتغيير الديموغرافي من أجل طمس التاريخ والهوية الفلسطينية، لا سيما و أن إدارة الإرهاب الأميركية تجاهر علناً بدعم هذا الكيان الغاصب، وتعمد للتغطية على جرائمه في المحافل الدولية، وهذا ما يعطيه الضوء الأخضر لتصعيد إرهابه بحق الشعب الفلسطيني.
وفي إطار الجرائم اليومية التي ترتكبها، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، المنطقة الجنوبية لبلدة صانور، وموقع “ترسلة” جنوب جنين، وسط اندلاع مواجهات أطلق خلالها جيش الاحتلال قنابل الصوت، والغاز المسيل للدموع، تجاه الفلسطينيين، فيما، كثفت قوات الاحتلال من تواجدها العسكري في محيط قرى وبلدات: صانور، ومسلية، والجديدة، وميثلون جنوب جنين، وفق ما ذكرته وكالة وفا.
كما داهمت قوات الاحتلال قرية كردلة في الأغوار الشمالية، واحتجزت معدات لتأهيل وشق طرق خلال عملها في القرية، وذلك بهدف منع العمل في شق الطرق الزراعية في مختلف مناطق الأغوار، حيث سلمت 15 إخطاراً بوقف البناء في منشآت لعدد من العائلات الفلسطينية بوقف البناء في عدة منشآت بخربة الميتة بالأغوار الشمالية، بعد أن اقتحمتها.
كذلك استولت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اليوم على مئات الدونمات من أراضي الفلسطينيين في بلدة دير استيا غرب مدينة سلفيت في الضفة الغربية بغرض توسيع عمليات الاستيطان.
على التوازي منعت قوات الاحتلال الإسرائيلي، لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال الترميم والصيانة في الحرم الإبراهيمي الشريف، بحسب مدير الحرم ورئيس سدنته الشيخ حفظي أبو سنينة الذي نقلت وكالة وفا عنه بأن قوات الاحتلال منعت موظفي لجنة الإعمار من استكمال أعمال الترميم بالحرم التي تشمل “أعمال صيانة وترميم على سطح الحرم، وطلاء الجدران، وتنظيف الحجر بالشيد، والنقوشات الإسلامية التاريخية” وغير ذلك من الأعمال الفنية.
تجدر الإشارة إلى أن قوات الاحتلال كانت قد منعت، يوم أمس العاملين من استكمال أعمال ترميم الرخام والدعامات الداخلية في مصلى قبة الصخرة في حرم المسجد الأقصى المبارك، وهددتهم بالإبعاد وبالاعتقال في حال الاستمرار بالعمل، كما منعت تلك القوات أمس الأول لجنة الأعمار في الأقصى من تنفيذ أعمال صيانة وترميم في المصلى المرواني.
وفي ظل جرائم الاحتلال المتواصلة، طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية، المجتمع الدولي والمنظمات الأممية المختصة، وفي مقدمتها اليونسكو، بالوفاء بالتزاماتها ومسؤولياتها القانونية تجاه الأماكن المقدسة المسيحية والإسلامية، والتحرك العاجل لتطبيق القرارات الأممية ذات الشأن، وتوفير الحماية لدور العبادة وتأمين حرية الوصول إليها.
وأدانت الوزارة في بيان لها، اليوم الاثنين، إمعان سلطات الاحتلال في استهدافها التهويدي المتواصل للحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، وآخرها منع لجنة إعمار الخليل من استكمال أعمال الترميم في أقسامه.
واعتبرت أن هذا جزء من الإجراءات العدوانية التي بدأت منذ عام 1967 ضد الحرم، من خلال الاستيلاء على عديد الأبنية لصالح المستوطنين، مروراً بعمليات تقسيمه زمانياً ومكانياً، ومنع الأذان والصلوات فيه، وإغلاقه وإحكام الاستيلاء عليه عبر بوابات حديدية، تنتشر في محيطه لعرقلة الوصول إليه.
وأكدت أن منع الاحتلال أعمال الترميم في الحرم الإبراهيمي، وقبة الصخرة المشرفة والمصلى المرواني، يعكس إمعان الاحتلال في تنفيذ عمليات تهويدية غير قانونية وغير شرعية للمقدسات في القدس والخليل، وهو ما ينطبق أيضاً على عديد المقامات المنتشرة في الضفة الغربية المحتلة، في محاولة لإسناد، ودعم رواية الاحتلال الظلامية، من خلال تغيير هوية ومعالم، وواقع الأرض الفلسطينية المحتلة.
وشددت الخارجية على أن جميع إجراءات الاحتلال الاستعمارية التهويدية باطلة وغير شرعية، وفقاً للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة واتفاقيات جنيف، داعية المجتمع الدولي للوقوف عند مسؤولياته، ووقف انتهاكات الاحتلال بحق شعبنا ومقدساته.