الملحق الثقافي:منال محمد يوسف:
لتكنْ الأقدار…
ولتكنْ لعبة الأقدار
وأمواجها الهائجة، وظلّ الشّموس التي تنشد الرّحيل وتبدو كالأنوار الهاربة.
لِتكن المشيئة «مشيئة أقدارنا نحن» أن نرسم ونخطُّ ما نعشق
لِتكن بدايات نرسمها قولاً وفعلاً معاً
لِتكن، ولتقودنا إلى جذوة الصّبر الحالم
لِتكن مصباح الهناء، وقوميات لا تنتهي ولا يختفي نورها، من قاموس الحلم وفلك الرجاء ..
لا يختفي كنورِ العطرِ، إذ يحتجبُ عن زهرة الجلّنارِ
ولِتكن الأقدار
«بلسماً» لطالما نشتاقُ إليه.. لِتكن روايات من الدّهشةِ لطالما، نشتاقُ إلى أبطالها.. لِتكن أناشيد الحياة في زمن الموت ..
ولتكن عطراً
ومقولات تُقالُ على هامش وقتنا اليتيم، ونحن نحاول أن نزرعُ
كلِّ الحقول صبراً
نحاول ألّا نرى كيف يُحرق القمح «قمحنا» ويصبح هشيماً
ولِتكن الأقدار
حكاية أخرى نزرعُ سنبلها نروي ظمأ نخيلها
ونسألُ: أين نورانية الأفعال؟
وكيف أصبحنا نقرأ عن «روايات أنهرها تستفيضُ من دمع الجائعين.. دمع المحرومين.
وِلِتكن الأقدار
صوت ذاك العارف الذي يقول: آهٍ لو لم أعرف «سرّ المبتدأ والخبر»؟
آهٍ لو لم نستقِ الأيام من ذاك العلقم، فصوت تلك الحبيبة ما يزال. أسمعُ معزوفته إذ قالت «أحببته في زمن الأماني الذابلات شوقاً».
وما زلتُ أسمعُ مقولات ربّما مستغربة الشجن والشجون
ولِتكن الأقدار
سفينة النجاة التي ترحلُ بنا إلى برّ الأمان ..
ترحلُ بنا إلى حيثما نرى الزّهرُ عندما ينطق عطراً يشهق الفجر نوراً ..
ولِتكن الأماني على حجم أوجاعنا الباقيات
على حجم «نورانيّة الأحلام» حتى ولو يبتعد ظلها عن طوارق النجم ..
لِتكن مقولات على هامش وجعنا ..
هذه المقولات تجعلنا نرتدي ما تبقى من سوادٍ يليقُ بنا أو بي؟
ونتذكر الكاتبة «أحلام مستغانمي» تذكرتُ مليون شهقة من الألم
وتذكرتُ تلك الجملة التي تقول: «قد يأتي الفقد على شكل حرمانٍ ما».
تذكرت إنّها الأقدار ربّما، ومراكبها ترحلُ بنا حيثما تشاء
لكن من المسؤول عن قدرية الزّهر الظّامئ؟.
وعن هذا وذاك الطفل الجائع؟.
تذكرت بأنّها القصائد العطشى، تشتاق ربما إلى من يُرطّب حروفها
تشتاقُ إلى ظلُّ وقتها الجريح
تشتاقُ إلى ذلك الغيم الأخضر، أو الأزرق المُحمّل بالخيرات
ولتكن الأقدار
هائجة كالأمواج
أفلاكها تبدو مزروعة بتلك الأنجم البعيدة المنال
كأنّها الحلم الظامئ إذ أورق شعراً
ولتكن الأقدار
ترحلُ بنا إلى ماهيّة الرّحيل الأوّل والأخير
تُذكّرنا بذاك الطين الأول ربّما وكلّ أبجدياته، وخبزه التكوينيّ الجائع إلينا ..
الجائع إلى عناقيد وعناوين فرحنا الأوّل
حيث الحبق ونور عطره الباقي، وحيث مشيئة اللون الأخضر وفلسفاته الباقية لنا …
ولتكن الأقدار
بيضاء كالياسمين، وقصائده التي كانت قبل تستشهد ظلماً
وقبل أن يُطلق الرصاص على أحلامنا غدراً
ونختنق بغصّة الذكريات قولاً وفعلاً
قبل أن تُشرّد الأماني زرواً وبهتاناً
وتتَّهم الأقدار بما يُصنعُ من خبثٍ
وِتكن الأقدار كما نتمنى.. ونعمل من أجل تأتي
ونرسمها أو ترسمنا، على خارطة الوجود الأمثل
التاريخ: الثلاثاء26-1-2021
رقم العدد :1030