الثورة اون لاين:
أظهر مسح نشر اليوم أن الاقتصاد الأمريكي انكمش العام الماضي بأعلى وتيرة له منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حيث تسببت جائحة كورونا بإفلاس شركات الخدمات كالمطاعم وشركات الطيران ودفعت بالملايين من الأمريكيين خارج سوق العمل وإفقارهم.
ووفق المسح الذي أجرته رويترز فإنه من المتوقع أيضا أن تظهر بيانات وزارة التجارة حول الناتج المحلي الإجمالي للربع الرابع من العام الماضي والتي تنشر اليوم أن التعافي من الوباء فقد قوته مع انتهاء العام الماضي وسط تزايد الإصابات بفيروس كورونا واستنفاد ما يقرب من 3 تريليونات دولار من أموال الإغاثة من الحكومة.
ورجح المسح أن يكون الضعف المستمر في سوق العمل السبب في ارتفاع معدلات الفقر حيث من المتوقع أن تعلن وزارة العمل الأمريكية اليوم أن 875 ألف شخص إضافي تقدموا بطلبات للحصول على إعانات البطالة الحكومية الأسبوع الماضي.
وكان نحو 16 مليون أمريكي يتلقون شيكات بطالة في نهاية عام 2020 وفقد الاقتصاد الكثير من الوظائف في كانون الأول الماضي للمرة الأولى منذ ثمانية أشهر ولم تتم استعادة سوى 12.4 مليوناً فقط من 22.2 مليون وظيفة فقدت في آذار ونيسان.
وقالت الوكالة إن مجلس الاحتياطي الفيدرالي ترك أمس سعر الفائدة القياسي بالقرب من الصفر وتعهد بمواصلة ضخ الأموال في الاقتصاد من خلال شراء السندات مشيرة إلى أن “وتيرة التعافي في النشاط الاقتصادي والتوظيف تراجعت في الأشهر الأخيرة”.
وقال سونغ وون سون أستاذ المالية والاقتصاد في جامعة لويولا ماريماونت في لوس أنجلوس: “كان العام الماضي مروعاً للاقتصاد .. هذا أول ركود في صناعة الخدمات في الذاكرة الحديثة حيث فقد الكثير من الوظائف”.
ويرى خبراء اقتصاديون وفق المسح أن الاقتصاد الأمريكي انكمش بنسبة تصل إلى 3.6 بالمئة في عام 2020 وهو أسوأ أداء منذ عام 1946 في أعقاب نمو بنسبة 2.2 بالمئة في العام الذي سبقه وليكون أول انخفاض سنوي في الناتج المحلي الإجمالي منذ أزمة الاقتصاد العالمي ما بين عامي 2007 و 2009.
وخلص مسح الوكالة إلى أن التراجع الكبير المتوقع من شأنه أن يترك الناتج المحلي الإجمالي أقل بنسبة 2.3 بالمئة تقريبا عن مستواه في نهاية عام 2019.
ومع عدم السيطرة على فيروس كورونا يتوقع الاقتصاديون أن يتباطأ النمو بشكل أكبر في الربع الأول من العام الجاري قبل أن يستعيد الاقتصاد شيئاً من النمو بحلول الصيف مع بدء التحفيز الإضافي وتلقي المزيد من الأمريكيين للقاح المضاد.
وأظهر استطلاع الأسبوع الماضي من قبل أساتذة في جامعة شيكاغو وجامعة نوتردام أن مستوى الفقر في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 2.4 نقطة مئوية إلى 11.8 بالمئة في النصف الثاني من العام المنصرم ما رفع أعداد الفقراء بمقدار 8.1 ملايين شخص.