الثورة أون لاين – علاء الدين محمد:
صدر العدد الجديد من مجلة الحياة التشكيلية بدمشق والذي يضم مجموعة من المقالات التي تتناوال الحداثة في الفن التشكيلي العالمي وعدداً آخر من المقالات تحدثت عن الحداثة الفنية في سورية، وآخرون تناولوا مفهوم ما بعد الحداثة.
وضم العدد موضوعاً للفنان غازي عانا بعنوان (الطبيعة في التشكيل السوري )
الموضوع الأكثر قبولاً بين المحاكاة ورأي الفنان.
الطبيعة وتجلياتها.. الموضوع القديم الجديد الذي احتل الأولوية في جملة اهتمامات معظم المشتغلين في الإبداع عموماً وبخاصة في الفنون التشكيلية عبر العصور، من أهم رواد هذا الاتجاه في القرن الماضي، توفيق طارق، محمود جلال، رشاد مصطفى وآخرون.. يعتبر بعض الفلاسفة ومنهم أرسطو أن الفن ليس نسخاً عن الطبيعة.. كما أنه ليس مجرد صورة طبق الأصل من الجمال الطبيعي.. بل هو محاكاة تقوم على تبديل الواقع وتعديل الطبيعة وتنقيح الحياة، ولكن من المؤكد أن ( العمل الفني ) لا يمكن أن يكون هو الواقع عينه، أو الطبيعة نفسها، أو الحياة ذاتها، وبالتالي فلا بد أن تكون المحاكمة والخيال كشرط أساسي لإبداع العمل الفني.
وتناول العدد موضوعاً عن تدمر – صيغ بصرية قديمة.. في التصوير السوري المعاصر للكاتب محار داؤد الذي عرض بحثاً للفنان إلياس الزيات الذي أكد خصوصية الفن السوري، وشكل علاقته بالعديد من تقاليد الأمم الجارة، يحاول في فنه الحفاظ على نفس التواصل والحوار، من جهة بالاعتماد على إنجازات الفن الغربي، وبالبقاء معنياً بالبيئة والتقاليد الفنية المحلية من جهة ثانية. تدمر وثقافتها من المواضيع الرئيسية التي تقلقه كباحث وفنان.. قام بعدة دراسات نظرية حددت فهمه لهذا الفن، وقد عرض في أحدها بعض السمات التي تميز الشكل الفني التدمري.. واستمر عمل الزيات على الصيغ التدمرية بنشاط لأكثر من عشرين عاماً، بدءاً من التسعينيات ووضح كيفية استشهاده بالصيغ القديمة وتفاعل لغته معها.. على صعيد المضمون في انتقائه موضوعات وثيقة الصلة بتاريخ تدمر وشخصياتها الريئسية وتقاليدها الطقسية منها ( زنوبيا ) المسيح التدمري.. أغنية الصباح التدمري
أما على صعيد الشكل الفني استفاد من الصيغ القديمة في الأساس الخطي للعمل، فهناك تقليد لبناء صورة الإنسان – المحور الرئيسي على مدى تجربة الزيات بما في ذلك الإيماءات والزوايا ونسب المقياس للجسد وﻷجزاء الوجوه وتعبيرها.