تعمدت ألا أكتب في العنوان كلمة عنف، علما أن زاويتي للحديث عن مشاهدات فاقت الوصف في ابتعادها عن الحب والرحمة.
في المدرسة الابتدائية القريبة من منطقة سكني، تشكو الأم أن ابنها في الصف الرابع من مرحلة التعليم الأساسي، اجتمع عليه خمسة من أقرانه وتعرض للضرب المبرح على رأسه لدرجة كادت تفقده عينه اليمنى.
على درج البناء الذي أسكن فيه، التقيت يافعة تبكي مختبئة من قريناتها في الصف، اللواتي ضربنها على وجهها وخدشن خدها ويدها.
وسط باحة البناء البرجي المجاور الناطور يضرب ابنه ضرباً مبرحاً على رأسه وكأنه ندٌّ له وعدوه، اقتربت منه وقلت لما تضربه وإن كان ابنك، هل تقبل أن يضربك أحد، وهل تتحمل الضرب على رأسك؟ أجابني: لا يساعدني، عدت وقلت له (جرب الاخد والعطا) كلمه وأعد الكلام ليعتاد عليه.
لايتسع المجال المخصص لي هنا للحديث عن أسباب العنف، ويمكن بسهولة إلقاء اللوم على الحرب، لكن السؤال عن غياب الرحمة والمحبة بين الأطفال واليافعين واليافعات، أين رسائل الحب التي يحملها النظام التعليمي ما بعد الحرب؟ هل هناك خطة تنفذها وزارة التربية للتخفيف من آثار الحرب، تعتمد على ربط المادة التعليمية برسائل تعاون ورحمة ومحبة بين الأبناء جميعاً؟ عبر أنشطة يصممها مختصون ومختصات يتدرب عليها المرشدون والمرشدات بالمدارس، قد تكون رسماً أو غناء أو زراعة أو رحلات قريبة؟.
إن العمل على تنويع الدوام المدرسي ما بين التعليم والأنشطة أولوية في هذه المرحلة الصعبة التي أعقبت الحرب، ربما يكون مفيداً مشاركة من استطاع من الأهل بها، وبمشاركة البلديات والجمعيات.
لن يفيدنا الحديث عن العنف، لكن تصميم برامج وأنشطة تحمل رسائل الحب وبمشاركة الجميع وبالمقدمة وزارة التربية، يؤسس لسلوك لا عنفي ليس في المدرسة فقط وإنما في الأسرة والمجتمع.
ليحفظ الأطفال شعراً كالذي قالته يوماً الشاعرة فدوى طوقان:
أعطنا حباً بالحب نبني العالم المنهار فينا.
عين المجتمع- لينا ديوب