لانأتي بجديد إذا قلنا :إن للترجمة أهمية كبيرة في هذا العصر وقد أصبحت موضع اهتمام لشعوب الأرض كافة, لكن في المقابل يمكننا القول إن حركة الترجمة لدينا ليست كما نطمح وربما فردية في أغلب حالاتها وقليلة المتابعة لما يُنجز في شتى المجالات …
لاشك أن التعامل مع هذه الظاهرة يتطلب الجدية والمسؤولية والعمل الجماعي وهذا ما رأيناه ولمسناه بحق من الهيئة العامة السورية للكتاب عندما أطلقت المشروع الوطني للترجمة منذ خمس سنوات, حيث أعلنت الهيئة خطتها التي قامت بتنفيذ جزء كبير منها, وها هي تعلن ضمن مشروعها الوطني للترجمة لعام 2021 ترجمة نحو 67 كتاباً من لغات مختلفة تغطي مجالات المعرفة الأدبية والفكرية والعلمية والفنية… وحسب الهيئة فإن خطة العام الحالي تتميز بأنها أكثر تحدياً ومفتوحة لكلّ الجهات المهتمة بالترجمة العامة والخاصة لكي تشارك في إنجازها إضافة إلى استجابتها لحاجة المجتمع إلى الكتاب.
الرغبة والهاجس والاندفاع والأريحية في التعامل مع الأفكار والآراء والتجارب عند القائمين على هذا المشروع تجعل للعمل الثقافي قيمة وأهمية ومتعة, وتجعلنا أكثر تفاؤلاً بما سينجز … فليس من الممكن للثقافة أن تُعلب أو تؤطر بل إن التواصل مع الآخر الذي يمكن أن يكون مغايراً أو مختلفاً بيئة وظروفاً وإمكانيات سيفتح الآفاق ويحفز وينشط وسيؤدي التفاعل مع هذا الآخر ونتاجه إلى الاستفادة منه وخلق وسائل صالحة للتعامل مع الظروف والحالات المستجدة .
نعم .. هذا المشروع مهم وهو حق وواجب لايغمط حقوق الآخرين ولايضعف واجباتهم بل على العكس يدعم ويحفز على المزيد من الجهود, وابتكار المشاريع المماثلة التي لها هدف وحيد هو خدمة الثقافة والمجتمع معاً .
رؤية- عمار النعمة