من دير الزور إلى الحسكة مروراً بكل قرى الجزيرة السورية كانت الأخبار والصور على مدى الأيام الماضية تلخص مشهداً واحداً، وهو إصرار منظومة العدوان بقيادة أميركا على نشر الفوضى الهدامة وقتل السوريين وتحقيق الأجندات الانفصالية المشبوهة من ناحية، وتوكيل المهمة لأدواتها العميلة حين تعجز عن تنفيذها من ناحية ثانية.
ففيما كانت ميليشيا “قسد” الانفصالية تنفذ أوامر المحتلين بمواصلة حصار أهلنا في مدينة الحسكة، وتمنع الخبز والماء والدواء عنهم، وتداهم أرجاء المحافظة كافة وتختطف المدنيين وتعتقلهم، كانت طائرات الاحتلال الأميركي الحوامة تنفذ إنزالاً جوياً شرق دير الزور وتختطف المدنيين وتمارس الإرهاب والإجرام بكل أشكاله.
إذاً هو المشهد الإجرامي ذاته الذي يرسمه الغزاة وأدواتهم العميلة في عموم الجزيرة السورية، والذي لم يتوقف يوماً واحداً منذ بدء الحرب العدوانية الظالمة وحتى يومنا، ما يؤكد نتيجة قاطعة وهي أن أميركا العدوانية والمحتلة هي ذاتها، لا تتبدل سياساتها مع تبدل الرؤساء، ولا يتغير جلدها الاستعماري مع تغيير إداراتها، فلا ترامب يختلف عن بايدن ولا بومبيو يبتعد في رؤاه عن خليفته.
ومثل هذا الكلام تثبته تلك الممارسات الإرهابية لقوات أميركا المحتلة ولأدواتها الرخيصة في عموم الجزيرة، وكذلك قراراتها وخطواتها العدوانية على الأراضي السورية التي لا تحترم القوانين الدولية ولا السيادة السورية، وها هي إحدى خطوات إدارة بايدن العدوانية ضد سورية تبدأ مع أولى أيام بايدن في البيت الأبيض، والتي تمثلت بإنشاء قاعدة عسكرية في منطقة “اليعربية” بالحسكة وكأن سياسات ترامب الإرهابية لم تغادر المشهد لحظة واحدة.
باختصار شديد أميركا وأدواتها الرخيصة، وكل منظومة العدوان التي تأتمر بأوامرها لا يمكن لهم أن يغادروا سياساتهم الإرهابية واللصوصية، ولا أن يتراجعوا عن أجنداتهم الاستعمارية قيد أنملة، وعشر سنوات من الحرب والعدوان كفيلة بإثبات هذه الحقيقة، والسبيل الوحيد لوقف إرهابهم هو مقاومة مخططاتهم والانتفاضة الشعبية بوجه جنودهم الغزاة وأدواتهم المتطرفة، وقد بدأت المقاومة تؤتي أكلها وبوادر ذلك في الجزيرة السورية خير شاهد.
البقعة الساخنة- بقلم مدير- التحرير أحمد حمادة