الثورة أون لاين – رشا سلوم:
اللغة هي بيت الأفكار وطريقها إلينا.. وهذا يعني أن من يجيد اللغة يجيد نقل الأفكار والتعبير عنها أكثر من غيرها..
هذا ما قرره الباحثون العاملون في مجال الأفكار واللغة والأسلوب وما أسس لدراسات مهمة للوصول إلى كشف كل شيفرات اللغات وما تحمله من دلالات وما تسعى إليه.
من اللغة الشعر والرواية وكل شيء وهي انعكاس لثقافة من يتحدث بها من هنا يأتي المصطلح الذي تتعامل معه ومن ثم تريد تسويقه إلى الآخر.
الدكتورة لبانة مشوح عضو مجمع اللغة العربية ووزيرة الثقافة المهمومة بالعمل على المصطلح تكتب كلمة وزارة الثقافة في مجلة المعرفة السورية العدد ٦٨٦ تحت عنوان ..اللغة من المصطلح إلى المفهوم .
ترى أن المصطلح لفظ اصطلح عليه للدلالة على مفهوم معين إذن هو نتاج ثقافي بين جماعة لغوية أجمعت على اعتماده حاملاً لدلالة مفهومة محددة في حقل معرفي معين وهو ينقل اللفظ من حيز الاستعمال اللساني العام إلى صيغة يتفق عليها أصحاب الاختصاص ليغدو الدال اللفظي لمدلول محدد المعالم في الذهن ..
وللمصطلح دور لا يستهان به في بناء الإسس المعرفية للمجتمعات وتقريبها من الأذهان..ومن ثم وضعها في التداول بما يفتح آفاقاً معرفية ينعكس لاحقاً على تطور الأفراد والمجتمعات.
والمصطلح نتاج بيئته كما ترى مشوح وهو خاضع لضوابط اللغة التي ينتمي إليها صوتياً وصرفياً واشتقاقاً قد يعاني في بدايته من الغربة فتمجه الذائقة اللغوية لسبب لم يكشف كنهه بعد .. وقد يجد طريقه إلى الاستعمال ولكن بعد حين.
وقد يطرأ تعديل وتغيير عليه ليستدل به لفظ آخر أو يحل محله.
ولكن ماذا عن المفهوم ..ترى مشوح أن المصطلح يختلف عن المفهوم فالأول يركز على المعاني اللفظية وهو خاضع للتبدل في حين يركز الثاني على الاستنتاجات الفكرية التي تحصلت ولا يتبدل بسهولة بل يترسخ في الأذهان ويستعصي في الكثير من الأحيان على التصحيح أو التعديل أو التبديل ..
المصطلح يختزل مفهوماً محدداً في بيئة ما يصعب الفصل بينهما ويولد اختلاف البيئة اختلاف المفاهيم حد التضارب وقد يصل إلى التنافر تماماً..
وتخلص إلى القول إن ثبات المفاهيم في الأذهان يتطلب جهداً كبيراً لتصويبها .
وهذا يعني تضافر الجهود للخروج من مفاهيم يجب إبعادها.