الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
تتعالى الأصوات اليوم أكثر في مجلس الشيوخ الأمريكي مطالبة بمحاسبة الرئيس السابق دونالد ترامب على خلفية أعمال الشغب في الكابيتول والتي لا يمكن الدفاع عنها أبدا كما يقول السيناتور الجمهوري جون كورنين .
شبكة “سي إن إن” الأمريكية قالت في تقريرها اليومي إن الطريقة التي تعامل بها الرئيس السابق دونالد ترامب بعد خسارته الانتخابات ، سواء من حيث تصريحاته العامة والأشياء التي حاول القيام بها لتغيير النتيجة كانت معيبة بحق رئيس الولايات المتحدة ، لكن مثل بقية الجمهوريين الآخرين ، ليس لدى السيناتور كورنين إجابة واضحة على سؤال رئيسي يطرحه الإعلام الأمريكي : ماذا يجب أن يفعلوا بترامب بعد أن كذب على مؤيديه بشأن سرقة الانتخابات ، حيث روّج لتجمع 6 كانون الثاني في واشنطن بالعاصمة وحثّ المتظاهرين على الذهاب إلى مبنى الكابيتول والقيام بأعمال شغب .
ومع بدء محاكمة عزل ترامب في 9 شباط الجاري وتصويت مجلس الشيوخ الأمريكي ب56 صوتاً مؤيداً لمعاقبته مقابل 44 صوتاً معارضاً ، تظهر نتيجة التصويت هذه ضعف فرصة الوصول إلى تأييد أغلبية أعضاء المجلس بنسبة الثلثين ، وهي النسبة التي يحتاجها المجلس لإدانة ترامب ، بالرغم من مطالبة أغلب أعضاء الكونغرس من الجمهوريين بمحاكمة ترامب ، عدا 6 منهم صوتوا ضد دستورية هذه المحاكمة باعتبار أن دونالد ترامب لم يعد رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية .
هذا وبات ترامب الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي يواجه إجراءات المساءلة ، ومن المتوقع أن تستمر جلسات مساءلته بمجلس الشيوخ بضعة أيام ، وكان مجلس النواب قد أقر في 13 كانون الثاني الماضي لائحة اتهامية ضد ترامب في مقدمتها تحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس ، وبموجب الدستور الأمريكي وفي حال إدانته ينبغي على أعضاء المجلس التصويت لتجريده من أهلية الترشيح للانتخابات مجدداً .
وبذلك يكون ترامب الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي يواجه إجراءات المساءلة بهدف العزل مرتين متقدماً على أسلافه من رؤساء الولايات المتحدة وهم ثلاثة رؤساء سابقين ، ففي عام 1868 تم سحب الثقة من الرئيس أندرو جونسون من دون موافقة الكونغرس ، وفي عام 1998 تم مساءلة بيل كلينتون بتهمة الحنث باليمين وعرقلة سير العدالة ، ثم جاءت محاكمة دونالد ترامب بتهمة إساءة استخدام السلطة وعرقلة عمل الكونغرس ، وتواجه ليز تشيني ثالث أبرز الجمهوريين في مجلس النواب دعوات للاستقالة من دورها القيادي في الحزب بعد تصويتها وتحريضها ضد ترامب بعد خسارته الانتخابات ومغادرته البيت الأبيض إذ إنه لا يجوز محاكمة رئيس سابق ، حيث تعتبر حادثة محاكمة ترامب غير مسبوقة في تاريخ الولايات المتحدة كونه أصبح خارج جدران البيت الأبيض .
السيناتور الجمهوري جون كورنين عن ولاية تكساس ، وهو عضو في قيادة الحزب الجمهوري قال بأنه سيتهم ترامب ويدينه ويحمٍّله المسؤولية أمام محكمة الرأي العام ، وهذه التصريحات وغيرها لأعضاء بارزين في الحزب الجمهوري أججت حالة من الانقسام بين الجمهوريين في مجلسي النواب والشيوخ حيث يكافح الحزب لإيجاد صوته بعد عهد ترامب المضطرب وتجلى هذا الأمر بقوة من خلال التناقض في تصريحات الجمهوريين حيال إدانة ترامب .
لكن مع هذا التصويت ، يتفق الطرفان في الحزب الديمقراطي والحزب الجمهوري على أنه لا يوجد طريق فعلياً للحصول على 67 صوتاً وهي الأصوات اللازمة لإدانة ترامب ومنعه من تولي منصب سياسي مرة أخرى ، نظراً لأن الديمقراطيين يشغلون 50 مقعداً في المجلس فقط .
أما السيناتور الجمهوري بيل كاسيدي عن ولاية لويزيانا وعند سؤاله ما إذا كان يمكنه الدفاع عن أفعال ترامب فأجاب : هناك شيء واحد في أمتنا يسمى الإجراءات القانونية ، وهناك أشياء تسمى محاكم الكنغر ، وهذه المحاكم هي ما تناسب ترامب وأمثاله من السياسيين الذين أساؤوا إلى الولايات المتحدة الأمريكية .
عن السي إن إن الأمريكية
بقلم : مانو راجو