لطالما كانت اللغة العربية الأم هي اللغة الجامعة والحاضنة لنا جميعاً لما تمثله من إرث حضاري وثقافي وتراثي جامع لشعبنا وأمتنا، لذلك كان الحفاظ عليها واجباً وأمانة يجب أن نتحمل مسؤوليتها كلنا دون استثناء.
في احتفالية (اليوم العالمي للغة الأم) نجد أنفسنا جميعاً معنيين بالحفاظ والمحافظة على لغتنا كل حسب موقعه ودوره وبشكل منهجي ومدروس، فالمعلم في المدرسة مؤتمن ومسؤول أمام تلاميذه وطلابه عن تمكين مفردات وكلمات اللغة الأم أمام هذا الحضور الطاغي للهجات المحكية والمحلية، وهذا ينطبق على كل المعنيين بالأمر، لجهة دعم اللغة العربية في كل مناحي ومجالات الحياة لمواجهة ذلك الاجتياح الثقافي للغات الأخرى التي باتت تفرض نفسها على سلوك وتصرفات الكثيرين انطلاقاً من الفهم الناقص للبعض بأن ذلك هو أحد وجوه التحضر والتمدن، متجاهلين أن اللغة العربية من أجمل وأقوى وأمتن لغات العالم وهي كما أسلفنا كانت ولا تزال جامعة وحاضنة لوجودنا وأحلامنا وطموحاتنا، لذلك كانت من أبرز المقومات والحوامل الوجودية المستهدفة من قبل الغزاة والمستعمرين والأعداء منذ بزوغ فجرها وحتى يومنا هذا.
والملاحظ أن لغتنا الأم تتعرض بشكل عام لانتهاكات خطيرة من قبلنا، معظمها عن جهل وتجاهل ودون أدنى مسؤولية بخطورة هذا الأمر، لذلك نؤكد مجدداً القول: إن الحفاظ عليها أضحى واجباً وأمانة في أعناقنا لأننا بفقدانها نكون قد فقدنا انتماءنا، ونكون قد أضعنا هويتنا وبوصلتنا في الحياة والتطور الحضاري.
عين المجتمع- فردوس دياب