تعكس مبادرات تمكين النساء على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي في أبعادها المتعددة، والتي تقوم بها جهات أهلية وشعبية ومؤسساتية صوراً مختلفة لأساليب الدعم، بعدما فرضت الظروف العامة أعباء قاسية ومزدوجة على واقع المرأة التي أصبحت مهمتها مضاعفة بشكل وآخر ضمن مهام كثيرة أخرى بعد فقدان المعيل “رب الأسرة” أو أي شخص قادر من أفراد العائلة.
ولعلّ التدريب في المجال المهني هو السمة الأبرز اليوم للدخول إلى سوق العمل وتأمين سبل العيش ،حيث أثبتت المرأة السورية حضورها وقدرتها وتفاعلها وتكيفها مع كل المناخات الصعبة ،ماجعل الجهات الداعمة من عامة وخاصة قادرة ومستعدة لإنجاز وتأمين مشاريع مجتمعية هادفة بعضها جديد وبعضها يستكمل على مراحل لتشغيل السيدات الأكثر حاجة وتضرراً، ضمن مشاريع مهنية كالخياطة ،وصالونات التجميل وصناعة المنظفات والمواد الغذائية الطبيعية،إضافة إلى الاستفادة من دورات الإسعاف والتمريض المقامة بشكل دوري، ليكون في كلّ منزل ممرض منزلي وخصوصاً في ظل جائحة كورونا.
إن التشبيك بين الجهات الداعمة بمستوياتها المختلفة بغية توظيف النساء على امتداد جغرافية الوطن من أبسط عمل إلى أعقده، هو حالة صحية تؤكد روح الاستمرار بكل إرادة لتلبية الاستجابة المستعجلة لأي طارىء كل من موقعه وضمن بيئته، مايخفف العبء المادي والنفسي عن الكثير من الأسر والعائلات.
فالعمل المجتمعي الأهلي الصادق والمنتمي هو حجر الرحى في بلسمة جراح وآلام الناس في ظروف الحرب المدمرة وكل الظروف الطارئة ،مايساعد على النهوض والبناء والتحدي من جديد إلى جانب مؤسسات المجتمع كافة.
عين المجتمع- غصون سليمان