في خبر أو إنجاز علمي جديد يسجل لوكالة الفضاء الأميركية “ناسا” هبطت قبل أيام المركبة الفضائية “برسيفيرنس” بنجاح على سطح كوكب المريخ في رحلة استغرقت نحو 7 أشهر قطعت خلالها نحو نصف مليار كيلو متر..!
يبدو الخبر للوهلة الأولى علمياً لا علاقة له بالسياسة وتناقضاتها وصراعاتها الحامية على كوكب الأرض، فالمهمة التي تسعى إليها “برسيفيرنس” هي حفر صخور على سطح المريخ بحثاً عن آثار تدل على وجود حياة في الماضي، وهنا لن ندخل في جدل وجود هذه الحياة من عدمها في جوف كوكب يبعد ملايين الكيلومترات عن كوكب الأرض الذي يعج بالحياة والبشر وباقي المخلوقات والكائنات الحية، ولكن ثمة أسئلة لا بدّ من طرحها تمس ما يدور في “العقل” الأميركي الذي يبدو مهتماً بوجود الحياة “المحتملة” في أبعد نقطة من مجرتنا الشمسية، وربما أبعد من ذلك، ولا تعنيه الحياة المؤكدة على كوكب الأرض، فمن يقوم بإنتاج كل معدات وأدوات تدمير وقتل وتعطيل الحياة، ويمارس كل الألاعيب القذرة التي تهدد حياة الشعوب والأمم التي تخالفه الرأي، حتى في أبسط شروط الحياة، أي لقمة الخبز ووقود التدفئة والطاقة اللازمة لكلّ مجالات الحياة، كما يفعل في سورية وغيرها حالياً، في سبيل إرضاء غريزته وتوسيع نطاق هيمنته وتلبية أطماعه غير المحدودة، لا يمكن الاطمئنان لإنجازاته واكتشافاته..!.
ربما لن يكون في صالح المريخ ولا الكائنات الحية “الافتراضية” التي تعيش على سطحه، أن تصل الأقدام الأميركية إلى هناك، طالما السياسة لا العلم هي جوهر ما يجول في العقل الأميركي، العقل الذي لا يتردد لحظة واحدة في استخدام أعتى أسلحته المدمرة في سبيل الهيمنة على هذا الكوكب وفرض أجندته عليه وعلى كائناته الحية، ولن نذهب بعيداً في نبش التاريخ، فحين اكتشف المستعمرون الأوروبيون (أجداد المستعمرين الحاليين) أميركا كانت تعج بالحياة والبشر، فأعملوا فيها القتل وتفننوا بارتكاب المجازر بحق السكان الأصليين، ليبنوا فوق جماجم الهنود الحمر وسواهم “حضارة” جديدة أقل ما يقال :إنها دموية وبعيدة عن الإنسانية.
من حق البشرية أن تفرح وتبتهج بكل إنجاز يحققه العلم في أي بقعة من العالم على أن يسخر هذا الإنجاز لخدمة البشرية، ولكن حين يكون الإنجاز أميركياً فلا بدّ أن يكون القلق هو سيد الموقف،..!.
البقعة الساخنة- عبد الحليم سعود