لا يحتاج الأمر إلى الكثير من التفكير للوصول إلى حقيقة أن مجلس الأمن الدولي منحاز وغير حيادى ويكيل بمكيالين في كل ما يتعلق بالقضايا العربية .
عندما لا يستطيع المجتمع الدولي أن يمارس دوره ويلجم دعاة الحرب ولا يتمكن من توفير الحماية والحصانة لكلّ الأعراف والقوانين والمبادئ الحضارية والإنسانية فمن الطبيعي أن العالم كله يخضع لشريعة الغاب و تبقى الذئاب الأميركية والغربية الاستعمارية منفلتة على الدول وشعوبها وثرواتها .
وأكثر من ذلك فإن الصمت المريب الذي تنتهجه المنظمات الحقوقية والإنسانية عند كل جريمة حرب ترتكب بحق النساء والأطفال يعزز اليقين لدى الجميع بأن الصمت الأممي هو القاتل الحقيقي للشعب المتضرر من جرائم الحرب .
لكن من يقرأ التاريخ ويدرك حقائق الأمور يعلم أن الجرائم بحق الإنسانية لا تسقط بالتقادم ولن تمر تحت أي مسمى كان فالعقاب سيكون حتمياً طال الزمن أم قصر وعلى المعتدين أن يتوقعوا الرد الموجع من الشعب الذي كان خياره وعقيدته ومن بين أولى أولوياته المقاومة .
وإلى أن يأتي الموعد المناسب للخيار الاستراتيجي الذي يحقق النصر النهائي يبقى السؤال :
هل تستطيع الأمم المتحدة أن تتحرر من سيطرة الولايات المتحدة التي تهدف إلى إنهاء الوجود الفعلي للدول وتحويلها إلى تماثيل أو صور أو أدوات بيد أميركا ؟.
والسؤال الآخر أيضاً : هل بقي في العالم من يدافع عن الأسس التي قام عليها ميثاق الأمم المتحدة ويعيد الحياة لذلك الميثاق الذي أستند على قاعدة حفظ السلم والأمن وتنمية العلاقات بين الأمم على أساس حرية مبدأ التساوي في حقوق الشعوب أم أن العالم أصبح بلا شرعية .؟
إن فاعلية الأمم المتحدة تكمن في أن تكون قراراتها عاملاً لحفظ السلام والأمن الدوليين وليس سبباً للتوتر وجسراً للعبور باتجاه المصالح الاستعماريةفي حين يتأكد يوماً بعد آخر أن الأمم المتحدة شريك أساسي في سياسة التجويع والحصار والقتل والتهجير من خلال صمتها القاتل ، فهل آن الأوان لتعرية الأمم المتحدة أمام الملأ وكشف انحيازها للمخططات والجرائم التي تقوم بها أميركا وبعض الدول الغربية الاستعمارية .
الكنز- يونس خلف