هل من المبالغة القول إن الدوري السوري بحاجة لعراف كي يتنبأ بنتائجه؟ الأمر متروك للمتابع في هذا التقييم، فدورينا الكروي دخل أسبوعه الـسابع عشر، ومع ذلك فإن الشعور وكأن البطولة في مرحلة عدم الحسم، أي مطابقة لمرحلة انطلاق الدوري، ولا يمكن تكوين فكرة في المخيلة عن البطل ومن سيحسم الدوري؟!، من يضرب بقوة في أسبوع يعود للسقوط في الأسبوع الذي يليه، ومن يتلقى صدمة قوية بنتائج عريضة يعود للنهوض ويقلب كل التوقعات قبل أن يعود المؤشر للصعود والهبوط في كل مرحلة،في حركة أقرب ماتكون لمؤشر للبورصة؟!
لعبة الكراسي الموسيقية تظهر في كل أسبوع وهي العنوان الأبرز، لكن دون أن تحمل معها الإثارة والشغف والترقب، بل الحيرة من المستوى المتذبذب لكل الأندية، فالنتائج غير منطقية ومتقلبة في كثير من الأحيان، الصورة تهتز في كل أسبوع فالذي يحلق بسرعة يهوي بلحظة والذي يصارع للهروب من الهبوط ينفض الغبار عنه دون سابق إنذار.
ربما يعود السبب في حالة الضياع هذه إلى المستوى الفني الضعيف والمتقارب بين كل الأندية، ناهيك عن أن التخبط الإداري ومسلسل إقالة المدربين كان العنوان الأبرز لهذا الموسم، وربما يمكن تبرير غياب الحماسة في المستطيلات الخضراء إلى غياب الجمهور بسبب الإجراءات الاحترازية ضد جائحة كورونا، كل هذا أفقد دورينا المتعة وجره إلى ما يشبه اللعب لتخليص الذمة كما يقال وليس للإبداع.
إذا كانت الأسابيع السابقة من عمر الدوري ضعيفة فنياًـ فهل ستكشف المباريات القادمة عن انطلاقة حقيقية تتناسب مع قيمة ومكانة البطولة الأبرز والأقوى محلياً؟! أم سيبقى تخليص الذمة هو السائد، وتبقى الرتابة والتقارب في الضعف الفني ويخرج البطل بفارق ضئيل عن المتذيل؟
ما بين السطور- سومر حنيش