حياتنا اليومية وما يعترضها من عقبات نتيجة تعقيد القوانين والتعاميم أو عدم وضوحها أو الثغرات التي تعتريها تدفع المرء صاحب المشكلة أو القضية إلى حلها من وراء الكواليس أومن تحت الطاولة… أي عن طريق البحث عن أشخاص لهم طرقهم الخاصة الملتوية في البحث وحل العقد المستعصية، ففي أغلب الأحيان يكون المواطن صاحب حق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار، إلا أنه لا يستطيع الوصول إليه…؟! إلا من وراء الكواليس.
والأمثلة على ذلك كثيرة، تتقدم إلى مسابقة لوظيفة من الفئة الثالثة والرابعة وأنت واثق كل الثقة أن هذه الوظيفة ستكون من نصيبك لأن كافة شروطها تنطبق عليك وعند ظهور نتائج المسابقة تجد نفسك راسباً أو في قوائم الاحتياط وعندما تسأل كيف حدث هذا؟
ترغب في الحصول على إجازة سوق فلا تفلح في بعض الأحيان في ذلك حتى ولو كنت أمهر السائقين، إذا لم تدبر رأسك وتتفق مع من يملك مفاتيح الحصول عليها.
تذهب لترسيم سيارتك يطلب منك براءة ذمه فتتفاجأ بالعدد الكبير من المخالفات الغيابية غير المحقة في معظمها وفي أمكنة وأزمنة لم يطأها دولاب سيارتك أبداً، تقدم اعتراضاً قانونياً على اعتبار أنك ترغب أن تكون تحت سقف القانون، ولكن لا تستفيد أي لا يؤخذ باعتراضك وعليك أن تدفع والابتسامة تعلو شفتيك… لذلك نأخذ بالبحث عن حل من وراء الكواليس.
تراجع المشافي الحكومية بقصد تصوير صورة رنين أو صورة طبقي محوري نظراً لارتفاع قيمة الصورة في المراكز الخاصة لتفاجأ أولاً بأن أغلب هذه الأجهزة وفي أكثر من مشفى معطلة والذي يعمل عليك بالواسطة أي البحث عن حل من تحت الطاولة حتى لا تنتظر أياماً أو شهوراً.
البطاقة الذكية نالها نصيب من وراء الكواليس- عقود البيع والإيجار أيضاً – المازوت والقائمة تطول.
هل يجب أن تكون حلولنا دائماً من وراء الكواليس؟! … وهل عجزنا عن تبسيط الإجراءات أياً كان نوعها أمام هذا المواطن حتى نقطع الطريق على الفاسدين والمفسدين لكي لا يلجأ هذا المواطن إليهم أي إلى حل وراء الكواليس والذي هو غير راغب به.
قصارى القول يجب ألا تحل عبارات دبر راسك من وراء الكواليس محل القوانين والتعليمات المعمول بها.
عين المجتمع- ياسر حمزه