الثورة أون لاين – حسين صقر:
رغم كل ميزات لغة الضاد، وأهميتها نجد السواد الأعظم من الناس، ما زال مصراً على إلغاء التكلم بها، وذلك لعدم إدراكهم تلك الأهمية، وتراهم أيضاً يروجون لكلمات أجنبية يستخدمونها خلال لقاءاتهم وأحاديثهم ومراسلاتهم، متناسين أن الغرب حاول لمئات السنين طمس معالم وكلمات ومعاني وصور وأدب اللغة العربية، وأنه لا يوجد هناك بين الشعوب الغربية من يقول مع بداية لقائه مع صديق له: مرحباً، وأثناء الوداع إلى اللقاء، كما يستخدم أبناؤنا لغتهم، والكلمات كثيرة ومعروفة أثناء تلك اللقاءات والوداع والشكر وما هنالك، فضلاً عن إدخال بعض الكلمات في سياق الحديث، كي يبدو هذا أو ذاك متنوراً ومتحضراً، طبعاً والكلمتان الأخيرتان بين قوسين.
ففي اليوم العربي للغتنا، لا بد من التذكير بأن لغة الضاد من أهم مقومات الهوية العربية واستمرارها، حيث عملت طويلاً على نقل تاريخ وثقافة الحضارات العربية عبر الزمن، وتعتبر من أهم العوامل التي حافظت على توحيد الأمة العربية من المحيط إلى الخليج، كما ساهمت في حفظ تاريخ العرب منذ العصر الجاهلي، ونقلت قصص البطولات والملاحم والانتصارات والفتوحات، وتفاصيل تاريخهم الكامل، وشعرهم وعلاقاتهم وروايات الحب والشوق والغزل والهيام والهجاء والرثاء.
وانطلاقاً من ذلك، لا بد من التركيز خلال التربية سواء أكان في المنزل أم الشارع والمدرسة على كلمات اللغة ومصطلحاتها، ومخارج الألفاظ والحروف وطريقة النطق، وتعليم الطفل كلمات جديدة غير مستخدمة، وذلك بهدف إحياء تلك اللغة، وتناقلها.
فاللغة العربية اتسمت بالثبات والتجدد بسبب خصائصها وميزاتها العديدة، لكن مع كل أسف نرى شباب اليوم يكتبونها بحروف لاتينية، وهو ما سمي بلغة “الفرانكو”، ما يضع حروفها المميزة في دائرة الخطر، ويعرقل استمرار ثقافتها المنتشرة بين الفئات المختلفة، ويمنع الاتصال بين الأجيال وتوريثها.
ما يلفت الانتباه أيضاً الشعر والأحاسيس الصادرة عن كلمات اللغة، وذلك عبر الصور الشعرية والنثرية والقصص والروايات وعلم البديع والعروض والسجع والمقامات وغير ذلك، وهو ما نلحظه عندما نقرأ قصيدة غربية، ما يؤكد أن اللغة العربية تساعد بشكل سلس وسهل في تسجيل الأفكار و نقل الأحاسيس.