هي ممارسة وفعل يلمسه الناس على أرض الواقع ويتفاعلون معها، وبالتالي ليست كلاماً أو تنظيراً وتقطيع وقت، تلك هي المعايير الحقيقية والوحيدة التي تؤكد صحة الشيء أو نقيضه …!!
في حياتنا اليومية وأعمالنا ثمة قضايا عديدة تشغلنا وفي صلب اهتمامنا وخاصة التي تلامس الحالة المعيشية اليومية والخدمية المباشرة وغيرها من الأمور الحياتية الأخرى، وفيها ما ينافي الواقع ويناقض القول ويبقى مجرد كلام لا يقدم ولا يؤخر كما هو واقع الحال في معظم الإدارات والمؤسسات والوزارات وخاصة بالنسبة لأصحاب القرار فيها، فنسمع من الكلام والنظريات والآراء والأفكار و…..و… ما لا يعد ولا يحصى وتشعر كأنك في (برج عاجي) لا مشكلات ولا منغصات ولا هم يحزنون، فجميع الحلول متوافرة أو على الأقل غالبية المشكلات محلولة ..!!
ورغم المعاناة القاسية في آلية الحصول على وسائل العيش وتأمين المتطلبات الأساسية كالخبز والمازوت والبنزين والكهرباء والتنقل وحاجيات يومية معيشية أخرى يعرفها الجميع يأتيك من ينفي أو يغير في الحقائق والوقائع ويسهب بالتنظير والحديث بما ليس له علاقة بتقديم الحلول والمعالجة بل يزيد الطين بله من خلال ما يدلي به من تصريحات معاكسه للواقع، فعلى سبيل المثال ونحن نرى يومياً الإزدحام الشديد على الأفران ومحطات الوقود ووسائل النقل العامة أو الخاصة، وبانتظار رسائل الغاز والسكر والأرز تفاجأ برأس الهرم (المدير)المعني مباشرة بهذه الأمور يقلب الوقائع ويغير في التوصيف ويبدل يميناً ويساراً ما يثير حالة من الغضب وزيادة فقدان الثقة بين المواطن والمسؤول التي هي في الأساس شبه معدومة …!!
فالقول لا يكفي بل في هذه الحالات يكون له تداعيات عكسية ومن الأجدى سلوك مبدأ المصارحة والشفافية ولاسيما أن البلاد في حالة استثنائية ونحتاج فيها لاجتراح الحلول وتقديم المبادرات الفاعلة .
على أي حال ومهما كانت الظروف ولاسيما أننا في حالة حرب جلها أخذ المنحى الاقتصادي – الخدمي والمعيشي فإننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى لحسن الإدارة والتخفيف من هواجس الناس المعيشية وابتكار الوسائل والإجراءات التي تحد من تفاقمها وهي ليست بمستحيلة بل ممكنة التحقق فيما لو ….!!!
حديث الناس- هزاع عساف