الملحق الثقافي:خالد عارف حاج عثمان:
وجهك دفتر قصائدي.. أقرأ فيه كلّ حروفي.. أكتب عليه كلماتي.. جُملي ومفرداتي، وحين أتعب، أموسقُ وأغنّي في تقاسيمه، أنغامي وأغنياتي.
أناجي فيه استعاراتي، فتنطلق من ربقة التحديد…
ها هي ذي الاستعارة بصراحتها ومكنيّتها، تخرج من زنزانة التشبيه، تمزِّق عباءة التشخيص، تتملَّص من قيدها، تقطعُ حبالَ مشانق الحقيقي إلى سعة المجاز. .
تراودكَ عن ذاتكَ الأمَّارة بالإبداع.
تُفضي للسجان بأحزانها، بألوانها، بطباقاتها ومقابلاتها، بتضادها وثنائياتها وايقاعها، داخلاً وخارجاً.
ها هو يرمي إليها مفاتيح قضبانها، يسلِّمها قياده، يحرِّرها من لجامه.
ترحل بعيداً خارج زنزانة اللاتأويل، كنورسٍ هجر أسواق عكاظ وذا المجاز، متَّجهاً صوب مدى بحري لا قرار له.
تضحك، تقهقه، تلوِّح لعمِّنا الفراهيدي، وأرباب البلاغة، بأيدٍ من شطآن لا بحور لها..
تنطلق، تصطفُّ القوافي، يبعثرها إعصار الحداثة، وما بعدها.
يمزِّق ستائر سبع، وعشر المعلقات، لكن لا يحرقها، بل يحتفظ بها، يمرُّ على الاصمعيات والمفضليات. يعرج على مضاربِ وخيمِ الفحول من الشعراء، .يقرئهم السلام.
يصافح المعنى، يمتطي صهوة المبنى، يشرئبّ بجيده الطويل، يثور على الحركات والسكنات، يصادق التفعيلات.. يوزعهنَّ على جسدِ القصيدة، معتلياً منبر الكلام، معلناً ولادة القصيدة الاستعارية الفريدة.
منشداً في الجمهور:
أنا الشاعر، أيا ذاتي الوحيدة، أيا قصيدتي وشفاف شوقي:
كوني الفرس في البرِّ، ترمحين، تصهلين.
كوني في البحرِ الشراع، يبحر بنا.
أيتها القصيدة:
استريحي على ضفافِ الشوق.
اكتبي الشّعر، انقشي الجمال بالنبضِ، وأتمميه باليراع.
التاريخ: الثلاثاء2-3-2021
رقم العدد :1035