“الليبرالية الحديثة”.. ضرب المسلمات والثنائيات الطبيعية

الثورة أون لاين – فؤاد الوادي:
وجد العقل الغربي في المفاهيم الحديثة التي طُبخت وحُضرت في مطابخ المخابرات الأميركية والغربية بمقادير أيديولوجية وعنصرية دقيقة تحاكي شعارات الحرية والديمقراطية التي روجت لها دول الاستعمار والاحتلال، لاسيما الولايات المتحدة الأميركية، وجد فيها مخلصاً ومنقذاً له في كثير من المحطات الهامة التي كانت فيها صواريخه تدمر وتفتك وتقتل الملايين من الأبرياء في المنطقة والعالم.
أدركت الولايات المتحدة مبكراً أن نشر الأيديولوجيات المتطرفة والهدامة في أفكارها وآثارها بالتوازي مع نشر قواعدها وأسلحتها العسكرية سيشكل داعماً لها في حروبها المستقبلية، بل ربما يكون لها في بعض الأحيان رادعاً في كثير من خياراتها وقراراتها وحروبها الاستراتيجية.
من أبرز تلك الأيديولوجيات والمفاهيم الهدامة التي نشأت وترعرعت في كنف المخابرات الأميركية والغربية، نهج “الليبرالية الحديثة” التي صيغت مفاهيمها بعناية فائقة جدا بحيث تستطيع أن تضرب كل المسلمات والثوابت والثنائيات الطبيعية تحت ذرائع حرية الفرد والدفاع عن حقوقه.
صحيح أن الليبرالية بمعناها الواسع قد تشكلت في القرن التاسع عشر، لكنها بمفهومها الحديث الذي يسمى “الليبراتارية” بدأت في العقد الأخير من القرن الماضي لتكون داعماً للولايات المتحدة في تخريب بنية المجتمعات من الداخل، وهذا من خلال ضرب كل الثوابت والقيم والمسلمات، فهي أيديولوجية الفرد المطلقة التي تقيد سلطة ودور الأسرة والدولة والمجتمع في حدود مصلحة الفرد حتى لو تجاوزت كل الحدود الأخلاقية والإنسانية والمجتمعية.
“الليبرالية الحديثة” برزت كأحد أهم أدوات وأسلحة الغرب الحديثة والفتاكة لضرب ثوابتنا وقيمنا ومبادئنا ونسف كل معتقداتنا من جذورها، عبر تسويق ونشر منهجيتها تحت عناوين الحرية الفردية التي تجعل من الفرد أساس كل شيء بدلا من الأسرة والمجتمع، ومن خلال ضرب المسلمات ما يؤدي إلى تصدع وانهيار الثنائيات الطبيعية للإنسان عموماً، ولشعوبنا العربية على وجه الخصوص، وهذا كله بهدف إضاعة البوصلة وتشتيت الفكر والعقل عن المبادئ والقيم الحقيقية للإنسان، أي إغراقه في أيديولوجيات خادعة وزائفة ترتدي أثواب براقة للحرية والديمقراطية.
قلنا فيما مضى إن ضرب المسافات الفاصلة بين الثنائيات الطبيعية للإنسان، (الحق والباطل، الخير والشر، الانتماء والانتماء، الاحتلال وأصحاب الأرض)، وصولا الى دفعه الى الخلط وعدم التمييز بين تلك الثنائيات بعد أن يدخل المنطقة الرمادية والضبابية حيث يصبح غير قادر على تحديد مواقفه وخياراته، فيصبح عندها سلخه عن قيمه وعن وطنه وعن هويته وانتمائه أمراً واقعاً وطبيعيا لأنه أضحى يعيش في الفراغ والضياع، وهنا الخطورة الأكبر، بعد أن تكون قد ضربت المسلمات والمبادئ في العقل العربي وبعد أن يكون قد انصهر الباطل مع الحق، والشر بالخير، و الاحتلال قد انصهر وانتشر كالسرطان في شرايين الحق من أجل قتله والسيطرة عليه، وهذه الغاية الكبرى لتلك الأطراف التي تحمل مشاريع احتلالية واستعمارية للمنطقة لنهب خيراتها وثرواتها وفرض وجودها واقع لا مفر منه.

آخر الأخبار
إجراء غير مسبوق.. "القرض الحسن" مشروع حكومي لدعم وتمويل زراعة القمح ملتقى سوري أردني لتكنولوجيا المعلومات في دمشق الوزير المصطفى يبحث مع السفير السعودي تطوير التعاون الإعلامي اجتماع سوري أردني لبناني مرتقب في عمّان لبحث الربط الكهربائي القطع الجائر للأشجار.. نزيف بيئي يهدد التوازن الطبيعي سوريا على طريق النمو.. مؤشرات واضحة للتعافي الاقتصادي العلاقات السورية – الصينية.. من حرير القوافل إلى دبلوماسية الإعمار بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها انطلاقة جديدة لمرفأ طرطوس.. موانئ دبي العالمية تبدأ التشغيل سوريا والتعافي السياسي.. كيف يرسم الرئيس الشرع ملامح السياسة السورية الجديدة؟ هل تسهم في تحسين الإنتاجية..؟ 75 مليون دولار "قروض حسنة" لدعم مزارعي القمح نقلة تاريخية في التعليم.. التربية الدينية تدخل مضمار المنافسة على المقاعد الجامعية الاقتصاد بين طموحات خارجية وتحديات داخلية كيف يعزز العلاج الوظيفي جودة الحياة؟