يبدو أن العالم على موعد (ديمقراطية) أميركية من نوع مختلف خلال القادم من الأيام بحسب وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن الذي أقر بالأمس أن سياسة بلاده القائمة على (الإطاحة بالأنظمة) بالقوة فشلت وأنها ستقوم بالأمور بطريقة مختلفة حسب وصفه!؟.
بلينكن وفي أول خطاب له منذ توليه منصبه أكد أن بلاده لن تشجع على (الديمقراطية) بالقوة أو عبر التدخلات العسكرية المكلفة لأنها جربت هذه التكتيكات في الماضي ولم تنجح، لكن وزير الخارجية الأميركي القادم من رحم الطغيان والغطرسة الأميركية تجاهل أو جهل متعمداً أن الولايات المتحدة التي نشأت على القتل والحروب والجماجم، لم تستطع أن تقدم ديمقراطيتها المزعومة بوجهها الحقيقي لأي من دول العالم، لا لشيء، وإنما لأنها لا تمتلكها أصلاً، وكل ما قامت به في هذا المجال ولا تزال هو مجرد شعارات براقة كانت مطية لاحتلال الدول وتدمير الشعوب بهدف السيطرة على مفاتيح القوة ونهب الثروات والخيرات، وهذا ما تجسد بشكل واضح خلال العقدين الماضيين بدءاً من احتلالها العراق في عام 2003 ومروراً بغزو واحتلال مماثل لأفغانستان في عام 2001، وليس انتهاء بما فعلته وتفعله في سورية منذ نحو عشر سنوات من احتلال ونهب وإرهاب واعتداءات متواصلة.
تصريحات بلينكن تحاكي سياسة الإدارة الأميركية الجديدة التي بدأت تكشرعن أنيابها المفترسة، لاسيما بعد عدوانها الأخيرعلى الأراضي السورية، وهذا ما يؤكد مجدداً أن السياسة والاستراتيجية الأميركية لا يرسمها أو يحددها شخص، وإنما تصنعها وترسمها الدولة العميقة التي تضع في أولويات أجندتها مصالح أميركا الوجودية كدولة عظمى قامت على الحطام والإرهاب ولا تزال.
السياسة الأميركية وبحسب المعطيات والواقع، لم ترسم ملامح المشهد خلال المرحلة المقبلة فحسب، بل رسمت العناوين الرئيسة للاستراتيجية الأميركية على وجه العموم التي سوف تكون متخمة بالتصعيد الكارثي ضد كثير من الدول الرافضة والمناهضة لسياساتها الاستعمارية وهذا ما تجلى بشكل واضح خلال الأيام والأسابيع الماضية – ضد سورية، وضد العراق، و ضد إيران، وضد الصين، وضد روسيا -، فهل هذه ديمقراطية أميركا المختلفة التي يسوق لها بايدن و وزير خارجيته .. ما على العالم إلا الترقب والانتظار، ونتوقع ألا يدوم الانتظار طويلاً !!؟.
من نبض الحدث- فؤاد الوادي