تولي الأندية العالمية أهمية كبيرة جداً للعامل النفسي لدى اللاعبين، ويعد علم النفس الرياضي اليوم من أهم العلوم الإنسانية التي يعتمد عليها التدريب الرياضي، وأصبح من العوامل المساعدة على نجاح المدرب وتطوير أداء اللاعبين، فبالتالي يعد المدربون الناجحون هم من يعطون أهمية فائقة لمختلف النواحي النفسية المرتبطة بالتدريب.
أما أنديتنا فلا تزال غير مدركة لهذه الأهمية القصوى للعامل النفسي في إحراز الفوز من عدمه، مع أن الأمثلة واضحة ويستطيع المشجع العادي أن يتلمسها!! ربما لأن دور المشجع الأساسي هو دعم العامل النفسي لدى اللاعبين، لنأخذ مثالاً حياً، ففريق الفتوة الضعيف والمتأخر، استطاع التغلب على بطل الدوري ويسير في نسق تصاعدي بعد الدعم النفسي الذي لعب عليه المدرب بمهارة.
وفي مثال معاكس، بدأ فريق حطين الموسم الكروي بقوة، وكان الحصان الأسود في الدوري، لكن مع تراجع نفسية اللاعبين ساءت نتائجه ومني بخسارات غير متوقعة أمام أندية هو أفضل منها فنياً ومهارياً؟!.
الملاحظ أن إدارات أنديتنا غير مقتنعة بفكرة العامل النفسي، وترفض بشكل قاطع وجود الاختصاصي النفسي بالقرب من اللاعبين، ظناً منها أن هذا «عيب»، وأن هذا الدور منوط بالمدرب، متناسية أن القلة القليلة من المدربين استطاعوا فهم واستيعاب «سيكولوجية» اللاعب المحلي، لذلك ترتفع أسهمهم في ملاعبنا ويزداد الطلب عليهم.
يتم التركيز على الدعم النفسي في الأندية والمنتخبات العالمية بأشكال عديدة، فلا يقتصر لاعبو كرة القدم على التقنيات. فبالإضافة إلى التمارين اليومية، يلعب صفاء الذهن، إضافة إلى لغة الجسد، دوراً هاماً في تحقيق نتائج جيدة وقهر الخصوم على أرض الملعب ومن المعروف أن بعض الأندية تعرف بأنها عقدة لأندية أخرى لا تخسر أمام تلك الفرق إلا في حالات نادرة حتى لو كانت في حالة فنية أقل، وهذا يندرج تحت العامل النفسي.
أخيراً فإن العاطفة تؤثر في لاعب كرة القدم فهذه اللعبة فيها مساحة شاسعة للشعور، نتيجة الفوز والخسارة وحب الشهرة والجمهور والعائلة وكلها أمور تتطلب الحفاظ على مشاعر إيجابية، وليس في كرة القدم ثوابت، وهذا من سحرها، فإن أقل الأندية مستوى يمكن أن يهزم أقواها، ويعتقد المشاهد أن هذا حدث بسحر ساحر، والساحر موجود فعلاً وهو الحالة النفسية للاعب.
مابين السطور- سومر حنيش