معرض ” فن وإبداعات للحياة ” .. واستشفاف الطاقات الشابة

ثورة أون لاين – أديب مخزوم:

” فن وإبداعات للحياة ” عنوان المعرض التشكيلي المشترك، الذي أقيم في المركز الثقافي بكفر سوسة، وهو من تنظيم الشاعرة والفنانة التشكيلية خلود كريمو، وإشراف الأستاذ باسل هاشم مدير نادي إبداعات الثقافي الفني، ولقد ترافق مع إقامة فعاليات أدبية وفنية مختلفة، وشارك فيه 29 شاباً وشابة وهم: أحمد بلان، آلاء الحموي، آلاء حواصلي، أمل محمد جدوع، أماني غالاتي، بشرى الحموي، حلا درويشة، خلود كريمو، دعاء الطويل، رهام طرقجي، رغد منذر، رغد الطحان، رنا ريحان، راما ريحان، روز حلاوة، زينة الحريري، سماح زرزور، عبير كريمو، علا المش، عبد الله العزام، فاطمة المصري، المتيم شرف الدين، مجد الزاقوت، محمد نور عرعار، مروة جاهل، مروة عبد الرزاق، هدى الأدهمي، هديل المحتسب، ياسمين قدورة ..
وقد تشكل قراءتي لأعمال المعرض ( المتنوع بمواضيعه وتقنياته وأساليبه) خطوة للبحث عن أرض الطفولة والذكريات والإشارات القديمة، المثبتة في بعض التجارب الفنية الشابة، والمشرعة على احتمالات التدرج، من أقصى حالات الدقة الواقعية، إلى أقصى حدود التعبير العفوي، المقروء في حركة الأشكال المختزلة والمختصرة والممحية، فوق جدران الأزمنة المنسية، والتي تمد جسوراً نحو المستقبل، لتقول في حوار سحري ميثولوجي، إن الحياة باقية وسط ذاكرة الأمكنة المتصدعة والمحترقة والمدمرة.
وبالرغم من هبوط نسبة المعارض الفنية خلال السنوات الرمادية، وشلل أكثرية صالات العرض الخاصة وإغلاق معظمها، حتى إشعار آخر، فإننا شاهدنا أكثر من محاولة لاسترجاع العافية الفنية، وإعادة التفاعل الثقافي عبر بعض المعارض الفنية الجماعية والفردية، ومن ضمنها هده الفعاليات الفنية والأدبية، الهادفة إلى استشفاف الطاقات الشابة، ودفعها خطوات إلى الامام، إذ من الضروري أن تكرس الصالات معارض لتظاهرات الشباب, وتؤكد مظاهر التفوق, في امتلاك التقنيات الحديثة، وتفهم أسرار الحداثة التشكيلية، في سياق البحث عن الجديد الإبداعي والابتكاري.‏
وعلى الصعيد التشكيلي طرحت بعض الأعمال هواجس التمرد على الفنون التقليدية (الكلاسيكية والرومانسية والواقعية (وأكدت على مسألة انفتاح التجارب الشابة على الحرية، في التشكيل الفني الحديث والمعاصر.‏
إنها أعمال حديثة لإثارة التساؤلات، لأن التشكيل البصري المطروح هنا، يدخلنا في جوهر الحالة الرمزية للتكوين التعبيري والتجريدي، المرتبط بإيقاعية التشكيل العفوي والتلقائي، والجماليات التي وجدنا تجلياتها في هذا المعرض، تركزت حول مدى تفاعل الفنون التعبيرية، في حداثتها مع تأملات التراث الشرقي، في خطوات انفتاحها على عوالم الحركة والمساحة، والمعرض احتوى أعمالاً حديثة في النحت لأسماء شابة.‏ إلا أن حضور النحت يبقى دائماً قليلاً جداً مقارنة مع معارض الرسم بتقنياته المختلفة والمتنوعة.
والمعارض المتواصلة تعطي اللوحة مداها التخيلي والرمزي وصولاً إلى التجريد، الذي يتصدى لتوترات العيش وسط اليوميات الرمادية. فالإشارات الدلالية في بعض اللوحات، تبحث عن حوار إنساني في هذه الظروف المأساوية، وتبرز كردة فعل حضارية ضد الحروب والتسلح والرفض الكامل للعنف ولكل مظاهر التخلف.
وشاهدنا لوحات تجمع ما بين التكوينات الهندسية وبين الحركة الحيوية النابضة، التي تسكن جسد الشكل الإنساني. ونجد الدلالات الخيالية أيضاً، في الأشكال الانسانية المتداخلة والمنجزة كإيقاع غرائبي، يدخلنا في عمق التراث الميثولوجي، وبذلك يظهر العمل التضاد بين الواقع والخيال وبين الحركة الانسيابية والإشارات الهندسية.
وأصحاب بعض الأعمال يؤكدون قدرتهم في تحريك الأشكال نحو العناصر الفنية الحديثة، المتجهة أحياناً لإظهار عناصر الأختصار والاختزال.‏ وتظهر جمالية العلاقة الحيوية بين الأشكال الإنسانية المختزلة والمحرفة، والعناصر التجريدية، المعبرة عن التداخل العقلاني والعاطفي في الصياغة التعبيرية والتجريدية، القادمة من معطيات الواقع والعناصر الإنسانية المنجزة هنا كإيقاعات لجماليات منفتحة على كل الأزمنة والحضارات الشرقية والغربية، ضمن انسيابية خطوط معبرة عن حقيقة روحانية تسكن جوهر الأشكال، بعد إزالة تلافيف قشورها الخارجة.
هكذا تصبح اللوحة الفنية التشكيلية الحديثة، شبيهة بلحن موسيقي يخترق الأمكنة والأزمنة المفتوحة على ظلمة سواد دخان جحيم الحرائق، والمتجهة نحو الأمكنة الأكثر نورانية، في محاولة لإزالة آثار الكوارث والمجازر الممتدة في عمق حياتنا الراهنة والمعاصرة.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة