دروس خصوصية

ليست هي المرة الأولى التي تعلن فيها وزارة التربية عن عزمها متابعة ما جرى تسميته اصطلاحاً (دروس خصوصية)، فقد سبق وأن لوحت بضبط ومنع هذا الأمر وقد يكون لها أسبابها الموجبة لذلك..
لكن دعونا أولاً نناقش الأمر لنقول: هل فعلاً الدروس الخصوصية هي مشكلة بحد ذاتها، أم أنها نتيجة لمشكلة أو سلسلة مترابطة من المقدمات التي أدت إليها، وهل تشكل حاجة حقيقية للطلاب، أم أنها حالة من الترف العلمي كما يحلو للبعض تسميتها، وكيف نفسر الانتشار الواسع للدروس الخصوصية لدى مختلف الشرائح الاجتماعية ولكل المراحل التعليمية من الابتدائي وحتى الثانوية العامة، إلى الدرجة التي بدت وكأنها هي الحاجة الأساسية للطلاب وباتت تتقدم على المدرسة في الأولوية..
وحتى لا نبدو وكأننا نطلق حكماً على المسألة نبدأ بما هو متوفر من معطيات، فمن جهة نجد من يشير إلى وجود كثافة عددية في القاعات الصفية، وهناك من يشتكي من عدم قدرة بعض المعلمين على إيصال المعلومة بوضوح للطلاب في المدرسة، فيما يحمل البعض المسؤولية للطالب الذي لا يعطي اهتمامه الكامل للمعلم أثناء شرحه للدروس، ويذهب رأي آخر باتجاه العامل المادي في ضوء التراجع الواضح بمستويات الدخل، وضرورة أن يحصل المعلم على أجر يليق بالمهمة الملقاة على عاتقه ويتناسب مع الجهد الكبير الذي يبذله داخل المدرسة.
وبنفس الاتجاه هناك حديث عن مدارس تفتقر إلى مدرسين باختصاصات معينة، فقد يمضي فصل كامل دون أن يحظى الطلاب بحصة درسية لمادة ما، وأحياناً يتناوب عدة مدرسين على صف واحد خلال الفصل الدراسي دون أن يكمل أي منهم المنهاج للطلاب..
في ضوء ما تقدم نجد من هو غير مقتنع بشكل وآلية التعامل مع الدروس الخصوصية، انطلاقاً من اعتبارها هي المشكلة بحد ذاتها، وتجاهل باقي المعطيات التي تشير إلى أنها في الغالب هي نتيجة غير صحيحة لمقدمات غير صحيحة، فمثل هذا الشكل من (الضبط) لا يرقى إلى مستوى الهدف الأسمى وهو تصويب العملية التعليمية في الكثير من المدارس.
أخيراً لا بد أن نعترف أن في الأمر ما يستدعي إعادة النظر بطيف واسع من المعطيات التي تؤخر الوصول إلى الأهداف، فتطور المجتمعات وتقدمها مرتبط مباشرة بمدى قدرة المؤسسات التعليمية على صناعة أجيال تمتلك مفاتيح ذلك التطور والنهوض.

على الملأ – محمود ديبو

آخر الأخبار
الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟