الثورة أون لاين – ريم صالح:
هي رسالة السوريين للمحتل الإسرائيلي الغاشم، رسالة رددوها اليوم، كما رددوها بالأمس البعيد والقريب، رسالة عمت أرجاء جميع القرى الجولانية السورية المحتلة، بأنهم باقون في أراضيهم، ومتشبثون فيها مهما بلغت التحديات، وعظمت التضحيات، وبأنهم لن يهابوا سياسات الاحتلال الصهيوني الوحشية، غير الشرعية، وغير القانونية، ولا مشاريعه التوربينية التوسعية التهويدية، ولن يحسبوا لها أي حساب على الإطلاق، فهم أصحاب الأرض والحق، أما الاحتلال فهو إلى زوال، وإن طال الزمان، فهل وصلت الرسالة إلى آذان من به صمم؟!.
صمود أهلنا في الجولان السوري المحتل، والوقفات الاحتجاجية التي ينفذونها بين الفينة والأخرى، إن دلت على شيء، فهي إنما تدل على مدى تمسك الجولانيين بهويتهم العربية السورية، وبانتمائهم إلى وطنهم الأم، وبأنهم جزء لا يتجزأ منه، ومع ذلك نجد أن كيان الاحتلال الإسرائيلي المارق يتصرف عكس المعطيات على الأرض، ويصر على مخالفة الواقع والتاريخ والحاضر، بل ويمضي قدماً في سياساته الاستعمارية، والتقسيمية، والاحتلالية.
وما مخطط التوربينات، أو ما يعرف بالمراوح الهوائية الذي يحاول كيان الاحتلال تمريره بحجة توليد الكهرباء من طاقة الرياح، ما هو إلا خير مثال على ما نقوله هنا، ذلك أن الهدف الحقيقي من هذا المخطط التوسعي هو مصادرة أكثر من ستة آلاف دونم من الأراضي التي تعود ملكيتها لأبناء قرى مجدل شمس، وبقعاثا، ومسعدة، وعين قنية، وتهجير السكان من منازلهم، وأراضيهم، ولكن هذا المخطط لن يمر، هذا ما أجمع عليه أهلنا في الجولان المحتل، ولمن يشكك فلينصت إلى هتافاتهم التي بلغ مداها الكون بأسره.
وكما أسقط أبناء الجولان فيما سبق عشرات المخططات الاستيطانية فإنهم سيسقطون اليوم هذا المخطط الاستيطاني الذي لن يمر مهما كلف الثمن.
ويبقى السؤال الآن: أين الشرعية الأممية في كل ما تشهده القرى الجولانية المحتلة من اعتداءات، ومخططات، وسياسات إسرائيلية استيطانية؟!.. أين القرارات الدولية والمواثيق العالمية، ولماذا لا يتم تحريكها وتنفيذها على الأرض؟!.. ألم يحن الوقت للمجتمع الدولي لينهض من سباته المسيس، ويقول للمحتل الإسرائيلي كفى؟!.
الجولان كان وسيبقى عربياً سورياً ، والاحتلال الإسرائيلي إلى زوال، قالتها سورية، وقالها السوريون جميعاً من كبيرهم إلى صغيرهم، وسيترجمها حماة الديار في الميدان، والمسألة مسألة وقت ليس إلا، وكل مخططات الكيان الصهيوني ستتبدد، ومشاريعه التوربينية الاستيطانية لن تبصر النور، ويخطئ الصهيوني في حساباته كثيراً إن توهم أنه ببلطجته وعدوانيته المفرطة قد ينال ويحقق على الأرض ما يرسمه من مخططات استيطانية، فالحق السوري يعلو ولا يعلى عليه.
