الثورة أون لاين:
يحتفل العالم في يوم المرأة، الذي يوافق 8 آذار سنويا، بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للنساء، مع تسليط الضوء على بعض المطالب مثل العمل من أجل تسريع التكافؤ بين الجنسين.
جزء من أهمية البصمة النسائية الواضحة في هذين المجالين ليس لتمكنهن من تحقيق ناجح في علوم دقيقة مثل الأحياء الدقيقة (الميكروبيولوجيا) والكيمياء الحيوية، لكن أيضا لكونهن رغم إنجازاتهن الضخمة تظل أسماؤهن مجهولة للعامة مكتفيات بأن يحفظها التاريخ ضمن أرشيف “رائدات مجهولات غيرن العالم”.
بمناسبة إحياء يوم المرأة العالمي (IWD)، لنتكلم عن بعض من الرائدات اللاتي يدين لهن العالم بالفضل في عدد من فروع العلوم والفلك.
1- إستر ليدربيرج
عالمة ميكروبيولوجيا الأمريكية إستر ميريام زيمر ليدربيرج (1922-2006)، يدين لها العالم بالفضل، حيث اكتشفت الفيروس البكتيري Lambda phage وعامل الخصوبة البكتيري F (F plasmid).
السيدة الرائدة في علم الوراثة البكتيرية التي أسهمت أيضا في مجال نقل الجينات بين البكتيريا بواسطة النقل المتخصص، وتطوير الطلاء المتماثل.
مثل العديد من العالمات في عصرها، لم تُنسب إسهاماتها العلمية بسبب جنسها، بينما فاز زوجها ومعلمها وشريك بحث آخر بجائزة نوبل عام 1958 في علم وظائف الأعضاء أو الطب، لاكتشافهما كيفية انتقال المادة الجينية بين البكتيريا، لكن لم يتم ذكر إستر حتى في الاقتباس رغم أن عملها أسهم بشكل كبير في الاكتشاف.
2- سيسيليا جابوشكين
عالمة فلك الأمريكية سيسيليا باين جابوشكين (1900-1979) كانت أول من اقترح أن النجوم مصنوعة من الهيدروجين والهيليوم.
ولدت سيسيليا باين في باكينجهامشير بإنجلترا، وفي عام 1919 حصلت على منحة للدراسة في كلية نيونهام بجامعة كامبريدج، حيث درست في البداية علم النبات والفيزياء والكيمياء، لكنها اتجهت لدراسة علم الفلك متأثرة بمحاضرة ألقاها آرثر إدينجتون عالم الفلك الإنجليزي.
وبسبب العنصرية ضدها في صفوف دراسة علم الفلك في كامبريدج خلال عشرينيات القرن الماضي، ورفض منحها درجة علمية رغم استيفائها لجميع المتطلبات بسبب جنسها، توجهت للدراسة في الولايات المتحدة.
درست سيسيليا في مرصد هارفارد، وفي عام 1925 نشرت في أطروحة باسم Stellar Atmospheres، أظهرت لأول مرة كيفية قراءة درجة حرارة سطح أي نجم من طيفه، وفي العام ذاته أصبحت أول شخص يحصل على درجة الدكتوراه في علم الفلك.
أيضا أصبحت أول أستاذة في كليتها بجامعة هارفارد في عام 1956، وساهمت سيسيليا على نطاق واسع في الفهم المادي للنجوم وتم تكريمها بجوائز في وقت لاحق من حياتها.
3- ستيفاني كوليك
عالمة الكيمياء الأمريكية ستيفاني كوليك (1923- 2014) يدين لها العالم بفضل اختراع السترات الواقية من الرصاص.
كوليك اخترعت كيفلر، وهي مادة فائقة القوة وسميكة للغاية تستخدم في مئات من الأجهزة المنزلية والصناعية، بما في ذلك قفازات الفرن والألياف البصرية والإطارات وأحذية المشي والسترات الواقية من الرصاص.
السيدة الرائدة في أبحاث البوليمر، المادة التي يمكن تحويلها إلى ألياف قوية وصلبة ومقاومة للهب، حصلت على درجة البكالوريوس في العلوم في الكيمياء عام 1946 من معهد كارنيجي للتكنولوجيا في بنسلفانيا.
وبعد العمل في شركة المواد الكيميائية DuPont اخترعت العديد من الألياف والمنتجات.
كوليك أعطت شركتها براءة الاختراع، التي كرمتها بميدالية Lavoisier، لكن في الحقيقة العالم كله يدين لها بفضل المساعدة في إنقاذ حياة الآلاف من الجنود والنساء حول العالم.
4- جيرتي كوري
اشتهرت جيرتي كوري (1896-1957)، عالمة كيمياء حيوية نمساوية أمريكية، باكتشافها لكيفية تخزين الجسم البشري للطاقة واستخدامه. في عام 1947، أصبحت أول امرأة تحصل على جائزة نوبل في علم وظائف الأعضاء أو الطب وثالث سيدة تفوز بها.
عملت كوري مع زوجها كارل كوري ضمن فريق عمل معهد دراسة الأمراض الخبيثة في بوالو الأمريكية على استقلاب الجلوكوز، وفي عام 1929 اكتشفا “دورة كوري” مسار تحويل الجليكوجين (شكل مخزن من السكر) إلى الجلوكوز (شكل قابل للاستخدام من السكر).
5- جاناكي امال
كانت جاناكي أمال (1897 – 1984) عالمة نباتات هندية، وسميت على اسم زهرة بيضاء وردية اللون هي ماغنوليا كوبوس جاناكي أمال.
انتقلت في رحلة غير عادية من بلدة صغيرة في ولاية كيرالا الهندية إلى معهد جون إينيس للبستنة في لندن.
شاركت أمال في تأليف أطلس الكروموسوم للنباتات المزروعة مع عالم الأحياء سي دي دارلينجتون، وجاءت مساهمتها الرئيسية في محطة تربية قصب السكر في كويمباتور، تاميل نادو.
وساعد عمل جاناكي في اكتشاف أنواع هجينة من قصب السكر عالي الإنتاجية، كما أنها أنتجت العديد من الباذنجان المهجن (برنجال). نالت جائزة بادما شري عام 1977، رابع أعلى وسام مدني في الهند.
6- نانسي رومان
عالمة الفلك الأمريكية نانسي جريس رومان (1925-2018) اشتهرت باسم “أم هابل”، كونها أول من جعل تلسكوب هابل الفضائي حقيقة واقعة، وهي أول رئيسة لعلم الفلك في مكتب علوم الفضاء في وكالة الفضاء الأمريكية، وأول امرأة تشغل منصبًا تنفيذيًا في “ناسا”.
أثناء وجودها في وكالة ناسا، اقترحت رومان أن اكتشاف الكواكب حول النجوم الأخرى قد يكون ممكنًا باستخدام تلسكوب فضائي، واقترحت أيضًا تقنية لبنائه.
قبل انضمامها إلى ناسا، اكتشف نانسي أن النجوم المكونة من الهيدروجين والهيليوم تتحرك أسرع من النجوم المكونة من عناصر أخرى أثقل، وقدمت ملاحظات واكتشافات رومان الأخرى حول النجوم وبنية المجرة أول دليل لتشكيلها ووضعت الأساس للعمل اللاحق.
في مايو 2020، أعيد تسمية تلسكوب المسح بالأشعة تحت الحمراء واسع المجال إلى تلسكوب نانسي جريس الفضائي الروماني؛ تقديراً لمساهماتها الدائمة في علم الفلك.