مع كل ألوان الحروب الشنيعة، وجرائم الإرهاب التي تفنن بها المعتدون، مازال السوريون يقبضون على جمر الكرامة والسيادة والاستقلال الذي دفعوا أثماناً غالية لتحقيقه، وإعادته إلى صوابه وأن يكون سورياً بامتياز فكانت ثورة الثامن من آذار التي تمر ذكراها اليوم.
وإن كنا لا نريد أن نجري جردة حساب، ونقول: لقد حققت البناء الشامل، وأعادت للوطن معناه البهي، وما في ذلك من حقائق هي على أرض الواقع إنجازات قبل أن تكون أي شيء آخر، سندع هذا كله، وننطلق من السؤال التالي: لماذا هذه الحرب الإرهابية على سورية؟
لماذا تكالبت قوى العدوان التي بتر تدخلها في الشأن السوري بعد قيام ثورة الثامن من آذار، وتعزز القرار السيادي مع قيام الحركة التصحيحية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد، وهي اليوم صلبة متينة، قوية تمضي مع كل ما يجري نحو غاياتها الكبرى بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
هل العدوان الغربي والصهيوني على سورية إلا انتقام ومحاولة كسر ما تحقق؟ هل يمكن لعاقل في الكون أن يصدق أن من يدمر البنى التحتية ومقدرات سورية، يعمل من أجل ما يدعيه: محاربة الإرهاب؟
من يتابع الحملة الشعواء ضد استقلالية القرار السوري، ومنجزاته، يعرف اليوم معنى ثورة الثامن من آذار، ويعرف كم حققت لاسيما بعد التصحيح وحتى اليوم من بناء يتراكم كل ساعة وكل يوم، ولولا هذا البناء الحقيقي الذي كان الإنسان ركيزته الأولى لما كان العدوان كما أسلفنا، ولما كانت هذه التضحية والقدرة على المواجهة.
ما رسخته ثورة الثامن من آذار هو إنجاز سوري فيه لكل عربي نصيب من الكرامة التي استعادتها حرب تشرين التحريرية، وفيه من قمح سورية رغيف خبز لكل عربي أينما كان، صحيح أن المرارة تعتصر القلب لأن الكثيرين من هؤلاء تنكروا مكرهين، أو عن رضى لكل ما قدمته سورية، وفي العاجل من قادم الأيام سيعرفون أنهم كانوا أدوات تضليل، إن البوصلة التي حملها السوريون، هي البناء الكلي المتكامل، ومهما كان سواد ما يحيط بنا، لكنه إلى اندثار، لأننا نبني وطناً يمضي إلى العلياء، أعرفتم لماذا يستهدفون سورية وبناءها، وثورة آذار؟
من نبض الحدث- ديب علي حسن