الثورة أون لاين – أدمون الشدايدة:
تتوالى تطورات المشهد الفلسطيني على الصعيدين السياسي والميداني، حيث تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي إرهابها وجرائمها بحق الفلسطينيين من قتل وقمع وتنكيل وكم للأفواه وغيرها الكثير من حالات الإرهاب والوحشية التي يمتهنها العدو الإسرائيلي في ممارساته اليومية.
وتشكل عمليات الاستيطان المستمرة العنوان الأبرز للاحتلال الصهيوني على أراضي الفلسطينيين في ظل تجاهل مطلق من قبل المجتمع الدولي، وتستر غربي وأميركي واضح.
فالتستر الغربي على تلك الجريمة لم يعد مقبولاً تحت أي ظرف أو عنوان، خصوصاً بعد أن بات الاستيطان علنياً وسافراً وبات معه المجتمع الدولي عاجزاً كلياً عن التصدي لإجرام الكيان الصهيوني، وهو الأمر الذي دفع وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية للقول إن التجاهل الدولي غير المسؤول لاستمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بتصعيد الاستيطان وعمليات الضم وهدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، وطرد وتهجير المواطنين، يشكل حماية لها من المساءلة والمحاسبة.
وقالت الوزارة إن تقارير هيئات ومنظمات ومراكز حقوقية، قد رصدت التصعيد الاستيطاني الذي ما زال مستمراً في الأرض الفلسطينية المحتلة، والارتفاع الكبير الذي شهدته الأعوام الماضية في أعداد المستوطنين، والذي ترافق مع تصعيد عمليات هدم المنازل والمنشآت الفلسطينية، وتهجير المواطنين وطردهم وتخريب مقومات وجودهم الحياتية والاقتصادية، خاصة في المناطق المصنفة “ج”، بهدف سرقة الأرض وضمها بالتدريج بقوانين وأوامر عسكرية عنصرية، تصب في مصلحة الاستيطان وتعميقه، وبالتالي فإن تخلي بعض الدول عن مسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه انتهاكات وجرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين، خاصة في مجال حقوق الإنسان، أو ترددها في مساءلته، حتماً ستكون له آثار مدمرة على مصداقيتها، ومصداقية الهيئات والمجالس والمنظمات الأممية نفسها، ويعتبر تحدياً للمجتمع الدولي وشرعياته وقراراته، بما في ذلك جميع الدول الأعضاء التي تشارك حالياً في الدورة الـ 46 لمجلس حقوق الإنسان، التي تقع على عاتقها مسؤولية متابعة الانتهاكات الإسرائيلية لحالة حقوق الإنسان في فلسطين المحتلة.
على الصعيد الميداني، واصلت قوات الاحتلال ممارساتها الإرهابية ضد الفلسطينيين، حيث قامت باعتقال 5 أطفال من تجمع الركيز بمسافر يطا جنوب الخليل واقتادتهم إلى مستوطنة “كريات أربع”، كما قامت بتنفيذ سلسلة هدم لمحال تجارية ومنازل شرق بيت لحم، وشرق نابلس، ضمن خططها لتوسيع عمليات الاستيطان غير الشرعية.
وفي القدس المحتلة اقتحم عشرات المستوطنين باحات المسجد الأقصى المبارك، من جهة باب المغاربة. وقالت دائرة الأوقاف بالقدس، في بيان مقتضب، إن 90 مستوطناً بينهم المتطرف يهوداً غليك، و4 عناصر من مخابرات الاحتلال الإسرائيلي، اقتحموا ساحات المسجد الأقصى وتجولوا فيها، وأدوا طقوساً تلمودية.