الثورة أون لاين – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
عندما نقول إن سياسة الاتحاد الأوروبي وسياسة تنظيم “داعش” وجهان لعملة واحدة، وهي العملة الأميركية، فإننا نصيب كبد الحقيقة، فهذا الاتحاد كرس خلال سنوات الحرب العدوانية الظالمة على سورية كل سياسات الإرهاب والقتل والفوضى الهدامة، وكان حصان طروادة الأميركي الذي اعتمدت عليه واشنطن لإدخال المتطرفين إلى سورية وتسهيل مرورهم عبر الأراضي التركية وبعض دول الجوار، لفرض خرائط التقسيم وخدمة أجندات الكيان الإسرائيلي.
وليس هذا فحسب بل إن “الأوروبي” نفذ أجندات البيت الأبيض الاستعمارية على مدى عشر سنوات بحذافيرها، فكان خير بوق تضليلي لها، وتناغم معها في حصار السوريين وتجويعهم وتضييق الخناق عليهم، ومثلت إجراءاته القسرية أحادية الجانب وعقوباته الظالمة والجائرة الوجه الآخر لأميركا وإرهابها الذي نشرته عبر ما يسمى “قانون قيصر” وتوابعه التي تعارض القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
وقد كشفت السياسات الأوروبية المعادية للشعب السوري الحجم الهائل للنفاق السياسي الأوروبي، وزيف الادعاءات بنشر الديمقراطية ومكافحة الإرهاب ورعاية الإنسان وحماية حقوقه، وكشفت زيف الحرص على الأمن والسلم الدوليين وتباكي الحكومات الأوروبية على اللاجئين وأوضاعهم المأساوية، وفضحت المتاجرة بقضيتهم على امتداد السنوات الماضية.
ورغم ذلك لم يدرك الاتحاد الأوروبي أن سياساته الداعمة للإرهاب تؤكد قصر نظره وجهله بحقائق التاريخ والجغرافيا، فسرعان ما ارتد الإرهاب سلباً على مصالح دوله عبر عودة الإرهابيين إليها وعبر الخسائر الهائلة التي تكبدتها خزائنها المالية التي أنفقوها على تأسيس التنظيمات المتطرفة وتمويلها وتسليحها ونشرها.
واليوم وبعد أن فشلت منظومة العدوان في حربها على سورية فإنها أوعزت لأداتها الأوروبية لتصويب سهامها نحو الدولة السورية مهددة بتشديد العقوبات على السوريين بذرائع واهية مثل الحرص على حقوق الإنسان ومستقبل الشعب السوري والحل السياسي المزعوم الذي يريدونه على مقاسات رياحهم الاستعمارية.
قصارى القول: مسؤولو الاتحاد الأوروبي أول المنتهكين للقرارات الدولية التي تحارب الإرهاب، وفي مقدمة المنتهكين لحقوق الإنسان في سورية، وحكوماتهم هي التي خربت – بالتعاون مع واشنطن – الحل السياسي في سورية، وهي التي نشرت الإرهاب والفوضى الهدامة، ولذلك فإنهم آخر من يحق لهم الحديث عن الحل والشروط المطلوبة لإرسائه، والوحيدون الذين يضعون الشروط هم السوريون الذين يدافعون عن أرضهم ووجودهم وكرامتهم.