هي أميركا

الخطاب السياسي الأميركي الخارجي لن يتغير، ما بين ترامب وبايدن، فالرئاسة لديهم تتغير فيها الأسماء فقط. تلك هي ديموقراطيتهم الأميركية التي يتغنون بها، التي تشوهت على يد ترامب كما يعلنون رغم نجاحه باللغة الرقمية المالية، لكنهم أثبتوا أنه فاشل بالمطلق، في السطو على الثروات وتوزيعها، رغم تخزينها.

مهما حاول بايدن تجميل ما تشوه، يبقى الكثير الخفي وراء أكمة الخطاب السياسي، رغم انتفاخ أوداج المتحدث. جميعهم يتقن عزف سيمفونية التدمير ببراعة. على طريقته، لإخفاء نوايا واشنطن الحقيقية. فالاستراتيجية الأميركية ثابتة ولا يختلف على ذلك اثنان.

يتبادل الرؤساء الأدوار في تحديد الأولويات ضمن الأهداف المرحلية التي يتبناها ويُضمنها برنامجه الانتخابي الدعائي. الذي يروج له في الميديا الملازمة له لحين عملية الاقتراع. كلهم يحاول إظهار نفسه قمراً، إلى أن تحجب سحب الكوارث التي يستهدفون بها الشعوب المنكوبة فتخفت أضواؤهم في سماء المتاهات الخانقة.

ترامب انسحب من الاتفاقات والالتزامات العالمية، وأعطى الكيان الصهيوني ما لم يجرؤ أحد من سابقيه على فعله، ذهب إلى وأد عملية السلام وإعلان صدمة (صفقة) القرن. وأخذ البعض إلى التطبيع العلني. إرضاءً لبني صهيون ولوبيهم الأميركي.

هل يعيد بايدن أوراق الرئاسة لسابق عهدها، أم من حيث انتهى ترامب وفرضياته التي ورِّثَها وشروط الدولة العميقة، التي لن يخالفها كي لا يزعج الذين ينغمس في حبهم والولاء لهم فهو الصهيوني الممتاز. يستحسن إرث ترامب تجاه الكيان.

يتنفس بايدن بأريحية لتطبيع المنطقة، متمنياً أخذ الجميع للبوابة الصهيونية ليفتحه على مصراعيه بيديه الملوثتين بدم الأبرياء العراقيين، الذين صوت لضربهم. ودعم فكرة تقسيم العراق وفق المرجعيات الطائفية. والداعم الأساس لضرب الناتو لليبيا.

كما أيد التصعيد الذي غير ملامح الحياة في مجتمعاتنا العربية. لا بد أن غرائزية النشأة الصهيونية لبايدن تستقر تحت ردائه المعلق خلف باب البيت الأبيض فيسعده لعب دور المخلص الأمريكي. هل سيمسك بايدن بممحاة تلغي فترة ترامب أم ؟؟؟..

ما الذي يصبو إليه بايدن حين دعا لوقف توريد أسلحة الحرب للسعودية. كي لا تستخدم في الحرب على اليمن. أهو حب لليمن؟؟؟ قطعاَ لا هل يريد أن ينال نوبل للسلام بإنهاء الحرب، أم خلف الستار أسلوب جديد لابتزاز البقرة الحلوب.

هل هو مؤشر كما تكهن بعض السياسيين الذين مازالوا يعولون على الأميركي أن يخرج من بينهم رجل سلام فيوقف الحروب في المنطقة؟؟ حتى لو سيحدث ذلك الفعل الأسطوري يوماَ ما فقطعاَ لن يكون بايدن هو ذاك الرجل..

من تراه ذاك الذي يمكنه إطفاء ما أشعله ترامب وأوباما الديموقراطي وبوش وكلينتون فالكل أشعل بعود ثقابه جزءاَ من نيران منطقتنا المحروقة. هل يلقي بايدن بأعواد ثقابه كلها في المياه الراكدة.. داخل الدولة الأميركية العميقة.. أم سيشعل زعيم الليبراليين المتوحشين حرائق جديدة، ليس في منطقتنا فحسب بل في مناطق عدة، كما سابقه.

حتى لو ارتدى ثوب المخلص، أم جلد الحمل، مضمراً أنياب الضبع.. مردداً ثغاء الحمل في أرجاء البيت الأسود الأميركي.. لن نحبو على بلاط الصهاينة المتعفن كقلوبهم.. فليكتبوا على أرصفة أزقتنا آثار قمعهم المتعمد فلنا الغلبة وهم الراحلون. هكذا علمنا أساتذتنا، وفي عيدهم نقول طبتم وطاب علمكم نحن على ما تعلمنا ثابتون.

إضاءات – شهناز صبحي فاكوش

 

 

 

آخر الأخبار
تقرير مدلس.. سوريا تنفي اعتزامها تسليم مقاتلين "إيغور" إلى الصين محافظ السويداء يؤكد أنه لا صحة للشائعات المثيرة لقلق الأهالي  بدورته التاسعة عشرة.. سوريا تشارك في معرض دبي للطيران أحداث الساحل والسويداء أمام القضاء.. المحاكمات العلنية ترسم ملامح العدالة السورية الجديدة وزمن القمع... الاقتصاد في مواجهة "اختبار حقيقي" سوريا وقطر.. شراكة جديدة في مكافحة الفساد وبناء مؤسسات الدولة الرقابة كمدخل للتنمية.. كيف تستفيد دم... إعادة دراسة تعرفة النقل.. فرصة لتخفيف الأعباء أم مجرد وعود؟ منشآت صناعية "تحت الضغط" بعد ارتفاع التكاليف وفد روسي ضخم في دمشق.. قراءة في التحول الاستراتيجي للعلاقات السورية–الروسية وزير الخارجية الشيباني: سوريا لن تكون مصدر تهديد للصين زيارة الشرع إلى المركزي.. تطوير القطاع المصرفي ركيزة للنمو المؤتمر الدولي للعلاج الفيزيائي "نُحرّك الحياة من جديد" بحمص مناقشة أول رسالة ماجستير بكلية الطب البشري بعد التحرير خطة إصلاحية في "تربية درعا" بمشاركة سوريا.. ورشة إقليمية لتعزيز تقدير المخاطر الزلزالية في الجزائر    السعودية تسلّم سوريا أوّل شحنة من المنحة النفطية تحول دبلوماسي كبير.. كيف غيّرت سوريا موقعها بعد عام من التحرير؟ سوريا تشارك في القاهرة بمناقشات عربية لتطوير آليات مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعية أمراض الهضم: نقص التجهيزات يعوق تحسين الخدمة الطبية هيئة التخطيط وصندوق السكان.. نحو منظومة بيانات متكاملة