الثورة أون لاين-فاتن دعبول:
يفتح فيلم “أنت جريح” آلاما لما تندمل بعد، ويعود بنا في الذاكرة القريبة إلى بطولات وتضحيات جيشنا العربي السوري، ويجسد في تفاصيله لحظات خاصة من حياة جنودنا البواسل، فهم ليسوا فقط جنودا ميامين في المعارك، بل يحملون في قلوبهم مشاعر الحب تارة، واللهو تارة أخرى، وهذا ما حاول الكاتب قمر الزمان علوش أن يظهره في الفيلم، أن يدخل إلى عالم الجنود الخاص وملامسة مشاعرهم في أسرهم وعائلاتهم وأصدقائهم.
يقول مخرج فيلم” أنت جريح” :
كانت الحرب مرة وقاسية ولكنها شكلت لدينا مخزونا من الأفكار والقصص والأحداث، لكن الفيلم جاء كتحية للجيش الذي يقاتل ويضحي دون حساب من أجل أن يبقى الوطن شامخا، وأردت تصوير الجندي الذي يقاتل من أجلنا، وتسليط الضوء على تفاصيل حياته الإنسانية، وكيف اجتمع الجنود من أماكن مختلفة وقاتلوا كأخوة، يجمعهم الوطن في ساحاته للدفاع عن كل ذرة تراب فيه.
وأضاف: في زياراتي لبعض الدول الأوروبية كان السؤال الأول الذي يطرح” ماهو السر في قدرة الجيش العربي السوري على المقاومة ومواجهة الحرب”؟
فكان لابد أن نترجم تفاصيل الحرب وصفات الجندي السوري بلغة بصرية في السينما، وشيء هام يجب الالتفات له وهو أن نكتب عن الحرب بعدالة وإخلاص، وعرض كل مايرتبط فيها من حقائق، ففي الفن تغيب السياسة وتحضر كل أشكال المعاناة التي طالت كل سوري وأنا واحد منهم.
وعن دورها الذي فاق التوقع ربما احتل مكانة الدور الأفضل في مسيرتها الفنية، تقول الفنانة نادين خوري:
أولا أوجه تحية لكل أمهات الشهداء، فالأم السورية أثبتت أنها شكل من أشكال النضال، وشكل من أشكال المقاومة، وكشفت خلال الحرب عن وجهها أنها كائن ممزوج بالحزن والفرح وتفتخر بأن ابنها شهيد.
وبينت أن النص يشكل العمود الفقري في العمل، وهو البطل الأول والأخير، ويضع المخرج لمساته من خلال رؤيته الإخراجية وإحساسه بالممثل، والمخرج ناجي طعمة استطاع بمهنيته أن يقدم العمل بما يليق بمضمونه ورسالته.
وأضافت: ليس سهلا أن نعيش مشاعر أم الشهيد، لكنني التقيت بعضهن واقتربت أكثر من مشاعرهن وإحساسهن بالفقد والفخر في آن، ولكن ورغم مرور الزمن تبقى الدمعة حاضرة كلما فاض الحنين، فمشاعر الأمومة ثمينة لايشبهها أي مشاعر أخرى، وحاولت نقل هذه المشاعر إلى الجمهور بصدق وعفوية.
وبدورها توجهت بالشكر لكل أم سورية استطاعت أن تحول الألم إلى أمل وتفاؤل.
وبينت كندة حنا أهمية أن نوثق بطولات جيشنا العربي السوري ولمحات من حياته للأجيال القادمة، وتوجهت لأم الشهيد بالتحية، لأن الأم السورية عظيمة وتستحق التكريم، والفيلم جسد دور المرأة التي استطاعت أن تكون حاضرة في الميادين كافة، وقادرة على تقديم الأبطال عندما يناديهم الوطن.
الفيلم استطاع التقاط تفاصيل مستمدة من سنوات الحرب القاسية، بكل ماتحمله من دموع وأوجاع وفقد وحب، كما صور دور المرأة التي تقدم الشهيد تلو الشهيد، وكان للأداء الدور الأبرز في تحريك مشاعر الجمهور الذي انتزع ابتساماتهم تارة، ودموعهم تارات أخرى.
