كثيرة هي العناوين التي انطوت عليها الحرب الإرهابية المتواصلة منذ عشر سنوات، وأهدافها الواضحة والمعلنة تكشفت منذ بدايتها، هي تستهدف كل عوامل قوة ومنعة سورية، واستهداف الجيش العربي السوري باعتباره مؤسسة وطنية نضالية جوهرها المقاومة، كان على رأس الأجندة الأميركية والغربية، لما يشكله من قوة لا يستهان بها في المنطقة، فهو كان ولم يزل مصدر قلق وخوف لدى حكام العدو الصهيوني، لأنه تميز عن بقية الجيوش العربية بأنه أبقى فلسطين وتحرير الأراضي العربية المحتلة بوصلته التي لن يحيد عنها، وحتى الآن لم يزل العائق الأكبر أمام تنفيذ المخططات الصهيو-أميركية والغربية الاستعمارية.
عشر سنوات من الحرب الإرهابية، والسوريون تزداد ثقتهم بالنصر الكامل على الإرهاب وداعميه، بفضل بطولات وتضحيات جيشنا الباسل، ولولا هذه الثقة الأكيدة لما امتلكوا القدرة على الصمود طوال سنوات الحرب، فهذا الجيش العظيم، على عهده كما كان، يتصدى لجحافل الإرهابيين دفاعاً عن حياض الوطن، وتمكن بمهاراته القتالية العالية، وصلابة إرادته من دحرهم من معظم المناطق التي دنسوها برجسهم، ويطارد فلولهم، ولن تثنيه كل الضغوط الغربية عن مواصلة تنفيذ مهمته الوطنية حتى استرجاع كل شبر أرض ما زال تحت سيطرة الإرهابيين، أو داعميهم من الاحتلالين الأميركي والتركي، قبل أن يعيد توجيه بوصلة التحرير نحو الجولان السوري المحتل، لإعادته إلى حضن الوطن.
يثبت جيشنا الباسل اليوم من خلال انتصاراته المتلاحقة بأنه القوة الحقيقية الوحيدة القادرة على دحر الإرهاب، وبأنه لا يزال يشكل الرقم الصعب في المعادلات الإقليمية والدولية، ولاسيما أن المعركة التي يخوضها ضد الإرهابيين تهابها أكبر الجيوش في العالم، وهذا ما يدفع قوى العدوان والإرهاب لحشد كل إمكانياتها لاستنزافه وشل قدراته، وتجند في سبيل ذلك المزيد من مرتزقتها، وتعيد إحياء دواعشها، وتوظف كل خبراتها القتالية والاستخباراتية وأساليبها في الحرب النفسية، وتلصق التهم الباطلة لتشويه صورته، ولكن كل مشاريعها العدوانية تهاوت أمام عزيمة وعقيدة هذا الجيش المقدام، وتمسكه الراسخ في الحفاظ على كل شبر من تراب الوطن مهما كلفه ذلك من تضحيات.
أبطال جيشنا الميامين، ورغم شراسة الحرب وضراوتها، ما زالوا أهلاً للأمانة والثقة، يقدمون المزيد من دروس التضحية والفداء في مواجهة الإرهاب الدولي وذيوله، ويتحملون كل الصعاب من أجل حماية الأرض، وصون السيادة، والذود عن الكرامة، وهم بذلك يمثلون القدوة والأنموذج الأمثل في العنفوان والشموخ، وخالص الانتماء للوطن…
السوريون، وإذ إنهم أكثر ثقة بقرب النصر، يوجهون كل التحية والتقدير لرجال الجيش العربي السوري الأكثر إيماناً بحتمية الانتصار، واجتثاث الإرهاب، وعودة الوطن بكامل ربوعه واحة للأمان والاستقرار.
كلمة الموقع -ناصر منذر