بقدر ما تَستحضر ذاكرة السنوات العشر الماضية الممارسات الإرهابية والإجرامية والوحشية التي ارتكبتها ولا تزال منظومة الإرهاب – دولاً وأنظمة وأدوات ومرتزقة وأبواقاً وأذرعاً – بحق الشعب السوري، بقدر ما هي تعيد إنتاج الحقيقة وتؤكدها وتثبتها، ولاسيما بعد أن بانت الحقائق وفُضحت الأدوار وارتفعت رايات النصر وارتدت الذاكرة ثوب الحق والفصل.
لقد كانت السنوات العشر الماضية متخمة بشتى أنواع وألوان الإرهاب والإجرام التي حملت للسوريين الأوجاع والآلام وأراقت دمائهم بمنتهى الوحشية تحت عناوين وذرائع خادعة وزائفة كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان التي لم يتوانوا لحظة واحدة عن انتهاكها أبشع انتهاك في محراب الإنسانية التي مزقتها سواطيرهم وراياتهم السوداء.
هي ذاكرتنا التي رصفنا حروفها بدموعنا ودماء شهدائنا وأنين أطفالنا وأرضنا وسمائنا وكل ذرات وطننا، وهي التي لطالما تستحضرنا حتى قبل أن نستحضرها، لنبقى في ذات الخندق وعلى ذات الطريق، خندق الصمود والمقاومة، وطريق الانتصار والتحدي حتى سحق الإرهاب ودحر الغزاة والمحتلين.
الحرب الإرهابية على الشعب السوري لا تزال مستمرة، بل في أشد وأصعب لحظاتها، ولاسيما أن المعركة قد وصلت إلى هزيعها الأخير، حيث أطراف الإرهاب وأدواته باتوا يستشرسون في إرهابهم ووحشيتهم، وباتوا يتوازعون الأدوار والمواقع ويتناوبون على الإرهاب والتصعيد ورفع وتيرة الضغط والحصار والخنق واستهداف شعبنا بلقمة عيشه وقوت يومه من أجل ضرب إرادته وصموده ووحدته.
سنوات عشر لم يتوقف فيها الإرهاب لحظة واحدة عن إراقة دمائنا، ولم يتوقف فيها شعبنا العظيم وجيشه الباسل عن الصمود والمواجهة وتحقيق الانتصارات تلو الانتصارات، فهذا قدرنا ووعدنا وعهدنا بأن نحفظ العهد والوعد ونصون الأمانة حتى يبقى الوطن حراً وشامخاً وعزيزاً.
نبض الحدث – فؤاد الوادي