لطالما كان الرهان على صناعة الأجيال كواحدة من أهم الخطوات التي تستند إليها الحكومات لإنتاج مستقبل أفضل للبلاد، ولهذا كان الاهتمام الأكثر يولى إلى المؤسسات التربوية والتعليمية التي تصنع فيها تلك الأجيال وتتلقى علومها..
ومن أجل هذا كان التفكير ينصب على صانع تلك الأجيال ومربيها وهو المعلم، الذي يتحمل مهمة هي من أكثر المهام حساسية ودقة بالنظر إلى نوعية المخرجات التي ينتجها (الأجيال المتعلمة)، لأن تلك الأجيال هي التي ستحمل المسؤولية في مراحل لاحقة بعد أن تتسلمها من الأجيال التي سبقتها، ولأجل ذلك لا بد أن تكون ممتلكة للعلوم والمعارف والمهارات اللازمة لإكمال ما بدأه السابقون، وللإضافة عليه وتطويره وتحسينه وفقاً للمعطيات والتطورات المرحلية.
من هنا يمكننا أن نؤكد مرة جديدة على ضرورة أن يعطى المعلم في مدارسنا وحتى جامعاتنا الأولوية والاهتمام والرعاية، ليتمكن من الظهور بمظهر القدوة الحسنة أمام الأجيال المتعلمة، وليكون جاهزاً للقيام بمهامه في صناعة وبناء تلك الأجيال الواعية تربوياً ومعرفياً وسلوكياً وغير ذلك.
إنهم صناع المستقبل ومهندسوه، لذلك اقتضى الحديث عن ضرورة إعادة النظر بواقع المعلمين عموماً مادياً ومعنوياً، وتالياً السعي لتطوير قدراتهم المعرفية ومهاراتهم العملية، بمعنى آخر لا بد من تحصين المعلم وتوفير كل الظروف المناسبة له ليكون خلاقاً ومبدعاً وغير منشغل بتفاصيل تلهيه كما تلهي الكثيرين عن أعمالهم وتؤخر إنجازاتهم.
وليس الغرض من الحديث هنا تمييز المعلم بقدر ما هو إشارة واضحة إلى الأهمية القصوى لدوره في نشر العلوم وتأهيل طلاب اليوم ليكونوا هم المستقبل الذي نتطلع إليه.
حديث الناس – محمود ديبو