الثورة أون لاين- شعبان أحمد:
من اعتقد أن سياسة الولايات المتحدة الأميركية المهجنة من فصيلة الإرهاب العالمي و رعاة البقر و ما يتبعها من عنجهية و بذاءة ستتغير مع خروج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مهزوماً من البيت الأبيض فهو مخطئ، فالسياسة الأميركية لا يمثلها رئيس بغض النظر عن انتمائه “جمهوري أم ديموقراطي”…
إنها السياسة الأميركية القائمة أساساً على التطرف و الإرهاب و المجازر الجماعية… هذا هو العنوان العريض لهذه السياسة الإمبريالية الاستعمارية الإرهابية و ما ينضوي تحتها من تفاصيل مرعبة شكلت خطراً على المجتمع الدولي..
بايدن يخرج عن آداب الأعراف الدولية والدبلوماسية وعبر صراحة عن بذاءة السياسة الأميركية و عنجهيتها المعهودة عندما اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقاتل مطلقاً تهديدات جوفاء لا يعي تداعياتها على مستوى العلاقات بين الدولتين…
الرئيس الأميركي بايدن وضع نفسه في موقف صغير بصغر السياسة الأميركية و لا يحسد عليه أمام رئيس يتميز بضبط أعصاب تضاهي برودة جليد سيبريا… وأظهر للعالم مدى الحقد الأميركي العميق و الخوف من اختلال التوازن الدولي من خلال صعود العملاقين الروسي و الصيني إلى ناصية العالم المتقدم…
يبدو أن نظاماً عالمياً جديداً قوامه عودة الحرب الباردة بعد فشل الولايات المتحدة في تمرير مخططاتها و مشاريعها في المنطقة بدأت ملامحه بالظهور و خاصة من البوابة السورية التي انتصرت على الإرهاب الأميركي بدعم حليفها الروسي…
لا نعتقد أن بايدن المهزوم نسي مجازر بلاده و القتل الجماعي في أفغانستان والعراق وسورية وليبيا وقبلها في هيروشيما وفيتنام.
ردُّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المهذب على اتهامات بايدن و تهديداته الكلامية الجوفاء لا يعني أن روسيا ستكتفي بهذا الرد….
العقوبة الروسية قادمة و لكن على مبدأ النفس الطويل الذي تتمتع به السياسة الروسية… و نعتقد أن بايدن بات يدرك أن بلاده تفقد السيطرة بعد الفشل الذريع الذي لحق بها في مختلف أنحاء العالم و أن انحدارها إلى المقاعد الخلفية لمصلحة روسيا و الصين أصبحت حقيقةً و مسألة وقت لا أكثر جراء هذا الحنق الأميركي والتهور الأرعن لهذه السياسة المتداعية…
فهل تكون المهزلة الكلامية للرئيس بايدن غير محسوبة النتائج بمثابة رصاصة الرحمة لهيمنة امبراطورية الشيطان …