الثورة أون لاين – رويدة سليمان:
أظن أننا لن نأتي اليوم بجديد عن الأم في عيدها إذا تحدثنا عن الأم ،العطاء بلا حدود، القناعة والسرور بحب الأبناء ،والهناء براحة الزوج المنهك، القوة والإرادة والقدرة على تحمل المسؤولية دون أن تشعر الآخرين بكم إرهاقها الجسدي والنفسي، وقلبها المترع بالهموم والعتب والشوق والانتظار .
ولا أعتقد أننا بقادرين على اختزال حكايا أمهات عشن ظروف الحرب والحاجة وغياب الزوج وصمدن في مواجهة رياح العوز وعواصف القهر ، ولانستطيع اختصار قصص التربية التي تتسم بالمسؤولية واللطف والحزم بسطور .
حديثنا اليوم ونحن نتعرض لأصعب الأزمات ،لمحنة اقتصادية فرضها حصار اقتصادي جائر ظالم ،عن الأم ..صانعة التنمية، للخروج من عنق الزجاجة ..لتنجو بأسرتها من براثن غلاء طال لقمة العيش وهناك عشرات الصور والمواقف تستحق أن يشار إليها وأن تكون البوصلة التي يستهدي بها الكثيرون ممن يتأففون ويشتكون العتمة وقلة الحيلة.
مشاريع صغيرة منزلية يدوية زراعية وحرفية ومهنية وغيرها استطاعت الأم من خلالها أن تنتقل بأسرتها من الحاجة إلى الاكتفاء، بصبر وجهد متواصل وتعاون مع أفراد أسرتها ، وبدعم مادي ومعنوي من الجهات المعنية من خلال قروض ميسرة وورشات تدريبية تعليمية لتمكينها اقتصاديا”.
الأم السورية وقد ضربت أروع الأمثلة في التضحية والفداء والصبر والاحتساب عند البلاء ،قادرة على تحدي قانون قيصر بالتدبير والترشيد والتدوير والوعي لمتطلبات المرحلة التي نعيشها والاعتماد على خبرة الجدات لتعطي من الضعف قوة ومن الحاجة اختراع بأحاسيس الأنوثة ..الأمومة التي كانت وعلى مر العصور مثار جدل وتعجب في قوتها وتأثيرها .
أمهات بلدي سورية مصنع الرجولة والأبطال، صانعات الأمل ،كل عام وأنتن بخير .
