هل هناك من يصدق حقاً أن الدول الغربية واحات للحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان؟!، وبأنه في تلك الدول لا يوجد مظلومون، أو مقموعون، أو أشخاص يعانون الفقر، ولا يجدون ما يسدون به رمقهم؟!، وأنه في تلك الدول لا يتم كم الأفواه، والزج بأصحاب الرأي والكلمة الحرة في غياهب السجون.
قد تكون الحقائق الدامغة حول ديكتاتورية الأنظمة الغربية الاستعمارية، وبلطجتها، وطغيانها تجاه شعوبها غائبة عن البعض، لكنها أيضاً واضحة وضوح الشمس للأغلبية، فكل شعارات الحرية والمساواة براء من تلك الأنظمة الأفاقة التي لم تجلب إلا الويلات والخراب لمجتمعاتها أولاً ولمجتمعاتنا ثانياً.
اليوم يرى العالم مشاهد القمع المفرط على يد الشرطة البريطانية لآلاف المحتجين في مدينة بريستول على مشروع قانون حكومي في البرلمان يمنح الشرطة سلطات جديدة لفرض قيود على الاحتجاجات في الشوارع، وهذا يؤكد مجدداً أن الدول الأوروبية لا يوجد فيها حرية وديمقراطية، وإلا فما مبرر مشروع القانون الذي يعطي الشرطة المزيد من الصلاحيات لقمع الحريات وانتهاك حقوق الإنسان؟!، أوليس الأمر ضرباً من ضروب الاستبداد وكم الأفواه؟!.
قبل أشهر قليلة رأينا مشهد القمع ذاته يتكرر في العاصمة الفرنسية باريس، وكيف واجهت أجهزة الأمن والشرطة الفرنسية متظاهري “السترات الصفراء”، وكيف تعاملت شرطة ماكرون مع المتظاهرين المنددين بقانون الأمن الشامل الذي يقضي بزيادة أدوات المراقبة على الشعب الفرنسي، وتقييد حقوق نشر صور رجال الشرطة في وسائل الإعلام وعلى الإنترنت، ورأينا كيف يقمعون المتظاهرين، وكيف يقومون بأعمال تعذيب بحقهم، وكذلك معظمنا تابع كيف انتفضت النساء الفرنسيات رداً على أعمال القمع، وطالبن بالمساواة مع الرجل في دولة تدعي الحريات فيما تسلب تلك المرأة من أبسط حقوقها، فماذا يعني ذلك سوى أن الحرية هي مجرد شعار أو ستار يخفي وراءه الكثير من النيات العدوانية ليبقى هذا الشعار قيد التصدير الخارجي لاستباحة سيادة هذه الدولة أو تلك.
الديمقراطية الغربية الزائفة، ما زلنا نشاهد فصولها في أميركا حتى هذه اللحظة، فنظام الإرهاب الأميركي تاريخه الأسود حافل بالعنصرية، ويقتل مواطنيه على أساس لون البشرة، ومن منا لا يذكر جريمة قتل جورج فلويد على يد الشرطة؟!، وماذا عن جريمة قتل 6 آسيويات في أتلانتا على يد المدعو روبرت آرون؟!، أليس هذا هو الإرهاب والإجرام بأم عينه؟!.
بعد ذلك كله يمكننا أن نقول لتلك الأنظمة الغربية الاستعمارية: كفى نفاقاً، إرهابك، وإجرامك، واستبدادك، وقمعك للمعارضين، أقوى من أن يحجب بغربال شعاراتك الزائفة.
حدث وتعليق – ريم صالح