نافذة سرّيّة..

تتأمّل اللون السماوي الذي يعلو ناظريها.. بكل فخامة تمدّده اللامحدود.

بمجرد أن تفتح النافذة وتمنح كل حواسها لنسمات الربيع القادرة على مداعبة صباحاتها، تشعر بنوع من طمأنينة.

هل تستطيع تلك النسمات طمس كل أنواع الخيبات..؟

 كلّما استغرقت بتأمّل السماء من النافذة الصغيرة، خفت ضجيج الآخرين واختفى صخب داخلي تتلذّذ أحياناً بمشاكساته، وإقامة حروبٍ خفية معه.

يغلبها في أوقات.. وغالباً ما غالبته بشجاعة قلبٍ يراقص تفتح الحياة مع كل ربيع.

فصل الربيع أكثر الفصول القادرة على منحها سعادة ولحظات فرح غير مفسّرة.

يخطر لها أن الفيلسوف “كليمون روسيه” كان على ما يبدو في فصل الربيع حين ذكر ذات يوم: “كم هو جميل أن يكون المرء موجوداً”، ويزيد تأكيداً على رغبته بالوجود حين يقول: “السعادة وحدها تشغلني”.

تتشاقى موجة أفكارها وتزداد ابتسامتها اتساعاً، تصبح شبه ضحكة صغيرة عالقة بزاويتي محيّاها.. وبنبرة واثقة تُسكت صوت شكّها.. وتهمس في سرّها: “بالفعل يبدو أنه يقصد الوجود تحديداً في فصل الربيع”.

وكأن تلك الغيوم السابحة في سمائها الصافية تمنحها مزاجاً قادراً على التقاط الفرح مهما كان الظرف المحيط.

 بُساط أفكارها يتمدّد على اتساع تلك الغيمات المتلاحقات وكما لو أن هناك سباقاً بين قطار الغيم وحبل تداعيات لا ينضب أبداً..

وكلّما أبصرتْ السماء من جديد، ولاحق بصرُها سحبَ الفرح الغامر تلك.. تأكّدتْ من جمالية فكرة “روسيه” وقبله “نيتشه”.

من فلاسفة السعادة، تعجبها أفكار “روسيه” التي تتحدث عن الفرح كقوة ذات فاعلية أكثر من الحزن، ربما، بأضعاف مضاعفة، مفسراً مقولة نيتشه: “الفرح أشد عمقاً من الحزن” بما يعنيه من أنه أشد خصوبةً من الحزن.

أيكون ما أراده الاثنان أننا كلّما جاورنا الأحزان وخبرناها نصبح على معرفة أكثر بصيد الفرح.. وبالتالي أكثر خبرة بعيشه..!.

 وكأننا نصبح أكثر قدرة على اختراع لحظات سعادة غير مدركة حتى لو تجاورت مع نظيراتها من خيبات وعذابات لامتوقعة.

 لابأس من كل ذلك.

 لابأس من كل المشقّات وسوداوية اللحظات، لطالما نمتلك مفاتيح قادرة على إيصالنا لنوافذ سرية تؤمّن هواء التنفس لأفكارنا ومنحها التجدد اللازم لاختبار المزيد حتى من المأساوي والسلبي شرط أن يصل بنا لفرح أكثر تمدداً وديمومةً.

رؤية –  لميس علي:

 

 

 

 

آخر الأخبار
إغلاق معامل صهر الرصاص في "الشيخ سعيد" بحلب منعاً لتلوث البيئة ساري عزام: طفل التوحد الذي واجه محاولات استغلال سياسية سابقة انضمام سوريا إلى المقاييس الإسلامية.. اعتراف دولي يستدعي قوة إنتاجية ثلاثة مفاتيح لأبواب التعافي الاقتصادي في سوريا الفيدرالية في سوريا.. وصفة فاشلة "الكونغرس" يستعد لعقد جلسة استثنائية بشأن إلغاء "قانون قيصر" الشهادات العامة بحلّة جديدة.. نموذج حديث مع ميزة التحقق عبر QR "حكي من القلب".. دعم نفسي يفتح أبواب الحوار وبناء الثقة بالذات حين تتحول صناعة "القش" إلى فن.. والإبداع إلى حكاية هل يصبح لدينا وزارة للتدريب؟ الظروف تكشف عورة عمل (لانا).. شروطه لاتُمس والمماطلة تتواصل ! رفع أسعار الإنترنت عبء جديد يثقل كاهل المواطنين ويفاقم العزلة الرقمية الاعتداء على أي كادر تعليمي.. أزمة أخلاق أم ضعف قانون؟  احتباس الأمطار.. يهدد البيئة والفلاح ويغلق نوافذ الإنتاج ضمانات المستثمر.. "مفتاح" جذب رؤوس الأموال إلى سوريا " نهفة".. في خيوطها ألف حكاية سورية    لقاء سوري – فرنسي..   الشيباني يبحث مع مستشارة ماكرون قضايا سياسية    الأولى منذ التحرير.. وزير الخارجية الشيباني يتوجه إلى الصين  ارتفاع أسعار مدخلات إنتاج الفروج    انخفاض أسعار الفروج.. "الدواجن" تحذر من خسائر وتطالب بضبط التهريب