إذاً.. فقد انتهت الاستحقاقات الودية لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بعد أن لعب رجال كرتنا أربع مباريات بنتائج لم ينتظرها أحد، وبات هناك انقسام واضح وجلي بين أبناء الشارع الرياضي لناحية أن جزءاً من عشاق المنتخب ومتابعيه يرى أن الخلل في المنتخب خلال مبارياته تحت قيادة جهازه الفني الحالي، يقع على اللاعبين على اعتبار أن معظم من شارك في تشكيلة منتخبنا خلال المواجهتين الدوليتين الوديتين الأخيرتين أمام منتخبي البحرين وإيران هم لاعبون محليون ويعتبرون من الأسماء الرديفة لنجوم الصف الأول في منتخبنا، بينما ألقى جزء آخر من الشارع الرياضي اللوم على مدرب المنتخب، معتبراً أنه لم يقدم ما هو مطلوب منه و أنه مقصر في عمله وأن المنتخب ليس في المسار الصحيح.
من الطبيعي أن يدلي كل طرف برأيه فيما يخص المنتخب لأن الأخير هو منتخبنا جميعاً ولا يخص طرفاً بعينه، ولكن كان من المفترض أن تتمتع كل الأصوات التي تعالت لتتناول المنتخب وجهازه الفني وحتى اتحاد كرة القدم، كان من المفترض ألا تذهب لوصف المنتخب بالفاشل وأن تتحدث بشكل واقعي يتم من خلاله وضع النقاط على الحروف من حيث الإشارة إلى السلبيات من باب الحرص على المنتخب وكذلك الإشارة إلى الإيجابيات من باب الحرص على مصلحة المنتخب أيضاً.
كثيرون هم الذين تجاهلوا عن قصد أو بغير قصد حقيقة أن المنتخب ما زال في مرحلة التحضير والاستعداد لاستئناف التصفيات الٱسيوية وتحدثوا عن حالة كارثية لا يمكن فهم مسوغات وصفها بهذا الشكل، على اعتبار أن اتحاد كرة القدم والجهاز الفني للمنتخب هم من اختاروا أن يلعب منتخبنا مواجهتين قويتين أمام منتخبين متطورين، كما هو حال منتخبي البحرين وإيران، وذلك للوقوف على واقع المنتخب و اتخاذ الإجراء المناسب خلال الفترة المقبلة بما يكفل أن يكون رجال كرتنا بأفضل مستوياتهم خلال المباريات الرسمية .
على ذلك و لطالما أن القائمين على اتحاد كرة القدم عموماً وعلى المنتخب الوطني تحديداً قد وقفوا على واقع المنتخب فإن هذا في حد ذاته يعتبر أمراً إيجابياً يمكن من خلاله تحديد ماهية القرارات وطبيعة الخيارات التي سيتم اعتمادها ليظهر منتخبنا بالشكل المطلوب.
وباختصار فإن كل ما أفرزته مواجهتا رجال كرتنا أمام منتخبي البحرين وإيران ستضع قرارات القائمين على كرتنا ضمن مسار مرسوم يتم من خلاله التركيز على كل النقائص التي ظهرت لتداركها بأسرع وقت.
ما بين السطور- يامن الجاجة