إنه الرابع .. لكم أحببنا ذاك العيد و كرنفالاته.. هل كان عيد الربيع، و كتبناها الرابع ..؟ لا أعتقد.. إنما أخذنا اسمه من التاريخ المحدد له.. وهو الرابع من نيسان بالتقويم الميلادي الشرقي..الذي يتأخر عن الغربي 13 يوماً.. و ربما له علاقة بعيد الفصح للطوائف التي تعتمد هذا التقويم و اعتقد أنها قليلة جداً.. إلا أنني رصدت موعد احتفال بعيد الميلاد المجيد لطوائف الأرمن والأرثوذكس.. يصادف السادس من كانون ثاني بالتقويم الغربي متأخراً.. متأخراً 13يوماً عن التقويم الغربي..
وتشاء سيرورة الأحداث أن يصادف الرابع من نيسان بالتقويم الشرقي السابع عشر منه أي يوم عيد الجلاء .. العيد الأبهى الذي يجتمع حوله كل السوريين.. و بفضله استمر عيد الرابع الذي اتحد به.
ما غاب عنه هم السوريون.. بكل أسف و حزن.
لقد أظهرت أرواح وضمائر البعض منا أعماقاً من التعفن، فانفضحت خطاباتهم الكذابة واستعادوا انتماءاتهم ما قبل الوطنية كالعشائرية والقبلية والمذهبية!! أتراه صحيحاً أنهم يبحثون عن السلطة؟ أم لغايات وأهداف لا يدركونها؟!.
ليست حالتنا فريدة في التاريخ ولا في الجغرافيا. ولا نحن أصحاب تسمية “الأخوة الأعداء”.
ورغم الدم.. رغم الجراح.. رغم الموت والإفقار والتدمير والخراب…رغم ذلك كله لن يفلح بحلها إلا السوريون عندما يكون كل سوري …سورياً .. وفقط لا أكثر ولا أقل … وله ملجأ واحد هو سورية.
ورغم كل ما فعله البعض… رغم الشطح إلى مسافات بعيدة لا يصدقها العقل وصلت إلى إسرائيل نفسها … رغم انتماء التبعية لفكر أو عقيدة أو أفراد وقادة أكثر من الانتماء للوطن ..أقول: رغم ذلك كله لن يصلح ما بينهم وما بينهم و وطنهم إلا هم .. و الخطوة الأولى أن يكف المتدخلون عن تدخلهم ، بأفكارهم وبرامجهم و أسلحتهم و إرهابييهم و أموالهم و زيتهم و نفطهم .. عن تدخلهم. لكن… متى ؟…
أيها السوريون تعالوا نقم احتفالاً خاصاً بعيد الجلاء .. كرنفال عشق وحب للوطن علنا ننسى فيه ما تم تخريبه بهذا الوطن الجميل ..كي نجد فيه مكاناً على الأرض يرحب بنا و بفقرنا و بمستقبلنا الذي نصنعه بيدنا..
معاً على الطريق- أسعد عبود