هل وصلت الأمور إلى المرحلة التي يتطلب فيها الأمر أن يحضر التلميذ أو الطالب معه أوراقاً بيضاء لإجراء الامتحان أو المذاكرة الفصلية..؟؟.
وهل فعلاً لم تعد وزارة التربية ومديرياتها تمتلك القدرة على تأمين أوراق مذاكرات للطلاب..؟؟.
وإذا كان الأمر كذلك فأين إذاً الخطط المالية والموازنات المرصودة، وماذا عن المبادرة الأخيرة لوزارة التربية بتخصيص مبلغ لكل مدرسة للإنفاق على التحسينات وترميم الاحتياجات وغير ذلك؟!.
ففي إحدى الثانويات العامة بدمشق فوجئ الطلاب بطلب غير مفهوم بضرورة إحضار كمية من الأوراق البيضاء لزوم استكمال المذاكرات وإجراء الامتحانات النهائية المرتقبة في الخامس والعشرين من الشهر الجاري، وهو أمر إن كان بمقدور بعض الطلاب تأمينه إلا أن آخرين ليسوا قادرين على ذلك في وقت وصل فيه سعر الورقة الواحدة ما بين 30 إلى 50 ليرة..
مثل هذا الطلب وإن كان مقبولاً لدى البعض في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد والصعوبات التي تواجهها مختلف القطاعات، إلا أنه يعطي رسائل غير مفهومة لدى الطلاب الذي سيشعرون أن مؤسستهم التعليمية والتربوية باتت في حالة عجز عن تأمين مستلزمات العملية التعليمية..
المسألة بحد ذاتها ليست مشكلة إن كانت حالة عابرة أو عارضة، لكنها فتحت الباب لكثير من التساؤلات في وقت يتحدث فيه المعنيون في وزارة التربية عن خطط وبرامج عمل طموحة ومشاريع وتطلعات لتطوير التعليم ما قبل الجامعي، وكثيرة هي ورشات العمل واللقاءات والمؤتمرات التي جرى الحديث خلالها عن مثل هذه التوجهات..
فإن كانت المدرسة غير قادرة على تأمين أوراق امتحانية لطلابها، فكيف إذاً ستتمكن من الاستجابة لتلك الخطط والمشاريع والرؤى التي تتطلع إليها وزارة التربية، وأين الحلقة المفقودة هنا؟.
حديث الناس- بقلم أمين التحرير- محمود ديبو