من جلاء إلى جلاء.. ومن نصر إلى انتصار أكبر والتاريخ يسجل ويوثق ليملأ صفحاته بروايات صنعها السوريون بصبرهم وإصرارهم على صون أرضهم والدفاع عنها وبذل الغالي رخيصاً على سياج الوطن الغالي..
فاليوم وبعد خمسة وسبعين عاماً من إنجاز الجلاء العظيم تستمر سورية في نضالها ومواجهتها لكل أشكال العدوان والاستعمار رافضة كل ما يملى عليها، ومعلنة للعالم كله أن أي عدوان أو احتلال لا بد أنه راحل عن ترابنا لتعود سورية كما كانت حرة أبية، ومنارة حرية وسلام.
وفي حرب الغرب العدوانية علينا المستمرة منذ عشر سنوات وإلى الآن استطاع السوريون أن يعززوا لدى كل شعوب العالم بأنهم شعب يأبى الذل والهوان ويرفض كل أشكال الخنوع، ويدافع عن أرضه بقوة ويصنع الانتصارات وها هي النتائج تتحدث عن نفسها بعد التضحيات الكبيرة التي قدمها جيشنا العربي السوري الباسل الذي تصدى لأقوى أشكال العدوان والحرب وصمد وقهر أدواته ودحرها، وحرر تراب سورية الطاهر من دنس الإرهاب وداعميه، وأعاد الأمان والبسمة إلى وجوه الأطفال.
وإن كان الثمن غالياً الذي أريق على تراب الوطن بعد أن ارتقى آلاف الشهداء في معركتنا مع الإرهاب، فما ذلك إلا تأكيد وتصريح من السوريين بأن الأرض هي أغلى ما نملك وبأن الأرواح والدماء ترخص في سبيلها، لتبقى سورية عزيزة كريمة.
وها هي اليوم صور الجلاء وبطولات صانعيه تعود من جديد، مع استمرار معركتنا مع قوى الغرب المتصهين، لتؤكد بأن السوريين شعب حي لا يستكين، وأنه يرفض الحروب والدمار والقتل والإرهاب، ويدافع عن أرضه وسمائه بكل صلابة، فالسوريون ليسوا دعاة حرب وعدوان، إنما هم رسل محبة وسلام يعشقون الحرية لهم ولغيرهم، وينشرون الخير في كل زمان ومكان..
على الملأ- بقلم أمين التحرير محمود ديبو