عبر رئيس مجلس الشعب حمودة صباغ أحسن تعبير عن أهمية مناسبة الاستحقاق الرئاسي من خلال إضاءته على العديد من الحقائق ، لكن يمكن التوقف هنا عند أمرين اثنين من هذه الحقائق :
الأول : عندما قال بأن مناسبة الاستحقاق اليوم تفتح من جديد باباً للمستقبل الواعد لسورية ،
والأمر الثاني الذي استوقفنا أيضاً لأنه يعبّر عن هواجسنا ورغباتنا هو الالتزام الكامل للشعب السوري بالاستحقاقات الدستورية ومواعيدها فإذا كانت الحروب عند كلّ الدول تمثل حالة ضاغطة والأولوية فيها تتطلب تعليق القوانين وتأجيل الاستحقاقات الدستورية بذريعة التعامل مع الحرب فإن ما يميز سورية هو نظرتها التكاملية للواقع بجوانبه كافة ،وإيمانها بأن الساحة الداخلية بشؤونها التنموية والدستورية هي جزء من هذا التصدي والانتصار، فيها جزء مكمل للانتصار في مواجهة المحتلين والإرهابيين ، يضاف إلى ذلك أن هذا الالتزام بالاستحقاقات الدستورية يجسد حقيقة أن لدى سورية إرثاً حضارياً ومخزوناً وطنياً لا ينضب ، سورية الشعب والتاريخ والتجربة السياسية والقائد الوطني ، هذه المعطيات التي قلّما تجتمع في مكون واحد اندمجت جميعها وانصهرت في بوتقة وطنية وقومية غير قابلة للاختراق أو الكسر أو الهزيمة …
ولعلّ الدور المأمول من المواطن في هذا الاستحقاق من أولى الأولويات والعوامل التي تضمن نجاحه والعبور به إلى نصر آخر من انتصارات الشعب والجيش في مواجهة الحرب العدوانية الظالمة على سورية ، وعندما نقول دور المواطن فذلك لأنه هو الشريك في الوطن و هو صاحب مسؤولية تجاه الوطن من حيث الحقوق والواجبات . وهذا يقودنا للتذكير بموقع السيد الرئيس بشار الاسد كمواطن وربط هذا الموقع بالمنصب حيث اعتبر السيد الرئيس المنصب وسيلة لتحقيق أهداف الشعب من خلال ممارسته الفعلية لمنصبه كرئيس للجمهورية وهو يحقق الموقع الثابت لسيادته خدمة الشعب ، لذلك فهو كان المسؤول المثالي من خلال موقعه و استخدامه لسلطته في خدمة الشعب و الحفاظ على الثوابت الوطنية وأولها المقاومة .
من هنا يجب النظر إلى الاستحقاق الرئاسي بأنه استحقاق وطني كونه ضرورة مطلقة لضمان وحدة سورية أرضاً وشعباً، وضمان سيادتها واستقلالها واستعادة مكانتها الإقليمية والدولية على مختلف الصعد والمستويات العالمية.
ولذلك كلّه فالاستحقاق الرئاسي هو قضية وطنية تخص كلّ الشرفاء السوريين وهو مسؤولية أخلاقية يقع تحملها على عاتق كلّ سوري انطلاقاً من واجبه الوطني وتعبيراً عن حبّه للوطن ومستقبل أبناء الوطن الذي هو مستقبل سورية، وعود على بدء فإن ما سمعناه أمس في مجلس الشعب يعكس نبض الشعب.
الكنز – يونس خلف