في كتاب (رقص الجزيئات) يرى (تد سرجنت) أن تقنية النانو في الطب (ستتمكن من صنع كبسولة صغيرة تحتوي على صيدلية متكاملة من الأدوية لكل أنواع الأمراض).
بعض الباحثين بدؤوا يتحدثون عن إمكانية التحكم بنوعية المشاعر توفيراً للسعادة.. كأن تصبح إمكانية ضبط المشاعر حالة علمية بحتة..
هل ستتمكن هذه التقنية من نقل مشاعر إيجابية فقط.. ومشاعر الحب بين الناس، نسياناً لأي كره أو أي سلبية..؟!.
ثمة مخاوف تظهر مع التطور النانوي الواعد في المستقبل، كأن نتساءل هل سنبقى نمتلك الحق بالحفاظ على الحميمي من مشاعرنا وكذلك أسرارنا..؟!.
لعل الكبسولة الطبية التي ستعالج أمراضنا، تتحول مع التطور النانوي إلى كبسولة تتدخل بالسيطرة على مشاعرنا وحالتنا العاطفية..
وكل ما تختزنه شركات الاتصال، (فضاءات الشبكات)، من معلومات عنّا، يتحوّل إلى ذاكرة محمولة/مخزّنة، وفي حال تم ربط أجسامنا بحواسيب متناهية الصغر مع أخرى مركزية ضخمة، كما تفترض رؤى تستقرئ مستقبل النانو، هل سيتم والحال كذلك فلترة ذاكرتنا ومشاعرنا..!.
اصطفاء ما يناسب المجتمعات (السوبر) تكنولوجية، وبالتالي الوصول إلى التحكم بالبشر بطريقة غير مباشرة وعن بعد..
ألا يهدّد كل ذلك أي تمايز أو تنوع فيما بيننا..؟!.
متحوّلين إلى نسخ فوتوكوبي متشابهة..!.
ربما لن يوفر كل ذلك مجرد خارطة لوجودنا التكنولوجي وحسب، بل حتى خارطة لمشاعرنا.. بحيث بكبسة زر نصل إلى عمقها أو نبقى راغبين بالعيش على سطحها.
وربما أصبح الشيء الذي نعتبره وفرة في النسيان أو وفرة في الذاكرة ليس في حقيقته سوى فجوات وفراغات من هذه وتلك..
فعلياً، هل هو تطور تقني أم تدخل تقني سافر في حياتنا..؟!.
رؤية-لميس علي