لمن سنقول نعم ..؟

باعتبار أنّ إجراءات الاستحقاق الرئاسي ترسم في الحقيقة مشهداً حضارياً وديمقراطياً جميلاً، يضمن الوصول إلى سدّة الرئاسة بطريقة سلمية وسلسة عبر تفاهماتٍ سياسية ومجتمعية ستكون صناديق الاقتراع هي المترجم الحقيقي لها بعيداً عن الإملاءات والارتباطات الخارجية الخبيثة التي تريد الذهاب بالبلاد بعيداً عن مصالحها الوطنية لتكون مجرّد أداةٍ مُنفّذة لإرادات إدارات تلك الدول الاستعمارية الوقحة التي نرى بأم أعيننا سياساتها العدوانية تجاهنا، من عقوباتٍ وحصار وسلبٍ ونهب وتدمير.

باعتبار أن الإجراءات هكذا، ومن المؤكد أن تنعكس على البلاد بالأفضل، وبشكلٍ إيجابي من خلال هذه العملية الديمقراطية القائمة على حرية الرأي والتعبير والاختيار، فكان من الطبيعي أن لا تحظى بالارتياح من تلك الدول العدوانية ومن تحالف معها من العملاء، لأنها ستضمن قوة سورية وكرامتها وسيادتها واستقلال قرارها، وهذه المقوّمات لا تنفع أبداً عند العملاء وأسيادهم، الذين نستمع إلى ما يذهبون إليه من أقوال وأكاذيب، فنزداد إدراكاً ونفيض يقيناً بالخطأ الذي هم عليه، وبحجم الدّجل الذي باتوا يمتازون به، فليرحلوا إلى الجحيم هم وتحالفاتهم المتصهينة، أما نحن فلا تراجع عن تمسكنا بهذه البلاد حرةً كريمة، ونحن سائرون إلى الصناديق بعد حين لنقول كلمتنا التي نريد ولننتخب رئيسنا – أو رئيستنا – الذي نرغب به رئيساً ونحبه.

ما يزيد أعداء سورية وذيولهم العميلة امتعاضاً، هو أنهم يدركون جيداً المزاج السوري الذي يميل بطبعه نحو من يحافظ على البلاد عزيزة حرة كريمة ولا يقبل الخضوع والاستسلام، لأنها بلاد الشمس العاشقة للعزة والكرامة، والرافضة لمشروعهم السخيف الذي يدورون حوله منذ عشر سنوات ونيّف.. بل منذ أكثر من ذلك بسنوات، حتى بات مشروعاً سمجاً يزداد تقهقراً وضعفاً، فلا مكان له هنا على هذه الأرض التي اعتادت على الكفاح مهما بلغت من المرارة والآلام، وهي باقية على العهد تُصرّ على التمسك بمن هو الأجدر على تحقيق مشروعها والذي نحن على ثقة بأنه لن يخفض رأسه لأحدٍ في هذا العالم.

سيكون صوتنا لمن يؤمن بأنّ مشكلة البعض مع سورية ومشكلة سورية معهم هو انتماؤنا القومي العربي والقومية، هو هويتنا وتاريخنا، والتاريخ هو ذاكرتنا، ويؤمن بأنهم هم يريدوننا من دون ذاكرة لكي يرسموا لنا مستقبلنا ومن دون هوية لكي يحددوا لنا دورنا وكأن شعبنا وضعهم نواباً نيابة عن نوابه، ومن هو على يقين بأنه لو كان لنا مساومة على الهوية والكرامة والمقاومة، لما كان لنا أي مشكلة معهم، وسوف نقول نعم لمن يدرك جيداً أنه لا يمكن للشعب العربي السوري أن يغير جلده، وأن الإصلاح الثقافي والاقتصادي والسياسي الذي يتكلمون عنه، إنما هو أن نخلع جلدنا ونصبح نسخة عنهم، ولذلك سنقول نعم لمن يوقن بأن هذا لن يكون أبداً.. ولمن وقف طيلة هذه السنوات مدافعاً عن البلاد بلا هوادة في وجه أساطين العالم وشياطينه، لنرسم معه المستقبل الجميل، القائم على عمق ذاكرة وحضارة هذا الوطن، واللائق به.

 

على الملأ- علي محمود جديد

آخر الأخبار
الجنرال فوتيل يبحث مع وزير الطوارئ جهود التعافي والاستقرار الإعلام السوري في عصر التحوّل الرقمي..يعيد صياغة رسالته بثقة ومصداقية سوريا تفتح صفحة جديدة من التعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سوريا نموذج للسياحة الثقافية في المعرض المتوسطي للسياحة الأثرية بإيطاليا الرئيس الشرع يناقش مع وزارة الداخلية الخطط والبرامج المستقبلية لتعزيز الأمن والاستقرار جدار استنادي لمدخل سوق المدينة في حلب القديمة مصطفى النعيمي: "قسد" رهينة الأجندات الخارجية  مؤيد القبلاوي: انتهاكات "قسد" تقوض اتفاق الـ10 من آذار  القنيطرة تتحدى.. السكان يحرقون مساعدات الاحتلال رداً على تجريف أراضيهم انطلاق الملتقى الحكومي الأول لـ "رؤية دير الزور 2040" الشيباني يعيد عدداً من الدبلوماسيين المنشقين عن النظام البائد إلى العمل ظاهرة جديدة في السوق السورية "من لا يملك دولاراً لا يستطيع الشراء" سرقة الأكبال الهاتفية في اللاذقية تحرم المواطنين من خدمة الاتصالات حقوق أهالي حي جوبر على طاولة المعنيين في محافظة دمشق غزة أرض محروقة.. لماذا قُتل هذا العدد الهائل من الفلسطينيين؟ سيارة إسعاف حديثة وعيادة جراحية لمركز "أم ولد" الصحي بدرعا المفوضية الأوروبية تخصص 80 مليون يورو لدعم اللاجئين السوريين في الأردن تحديات وصعوبات لقطاع الكهرباء بطرطوس.. وجهود مستمرة لتحسينه زيارة الشرع إلى واشنطن إنجاز جديد للسياسة الخارجية السورية بحث تعزيز التدابيرالأمنية في "الشيخ نجار" الصناعية بحلب